للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منها: الخزانةُ الشَّريفةُ المشتملةُ على محاسنِ الكتبِ ومفاخرِهَا، فما مِنْ طالبٍ مقْتَبِسٍ إلّا وهوَ يستمدُّ مِنْ جواهِرِ زَوَاخِرِهَا.

ومنها: التُّربةُ التي أمرَ بإنْشائِهَا في صدرِ البقِيعِ؛ فافتخرَتْ بها على آخرِها، أخلصَ نياتِهِ قاصِدًا أنْ تكونَ مدفنَهُ بعدَ عمرٍ طويلٍ، ويأوِي إليهِ لنيلِ شرفِ الجوارِ إذا نُودِيَ بالرَّحِيلِ، وللمنقطعِينَ بالمدينَةِ مِنْ عوارِفِهِ رزقٌ دارٌّ، وعيشٌ قارٌّ (١)، وقلبٌ سارٌّ، وأملُهُم في مضاعفتِهِ بجَمِيلِ عاطفتِهِ حقيقٌ مديدٌ (٢)، وحبلُ رجائِهِمْ في مرادفَتِهِ ومكانَفَتِهِ (٣) وثيقٌ شديدٌ، ولهُ بمكَّةَ رِباطٌ بذكرِ الله مَعمورٌ، ولوقوعِهِ في لصقِ أمنِ الله وسِجاحِ (٤) نهيِ الله بالنُّورِ مغمورٌ، ولهُ سجايَا ملوكيةٌ تتَّصِلُ بي أخبارُها، لكنْ أضرعُ إلى الله في تيسَيرِ النظرِ إلى محيَّاهُ؛ لتغمرني أنوارُها؛ فأثبتُ حينئذٍ جملةً صالحةً بأستةِ البنانِ، وأُخبرُ عنِ النَّظرِ، فإنَّ البَون كبيرٌ بين الخُبرِ والعِيانِ. توفي في شعبانَ سنةَ ست وثمانين وسبعِ مئةٍ بشيرازَ. هكذا ترجمَهُ المجدُ (٥).

١٦٠٨ - شَاهِينُ، الأميرُ شجاعُ الدِّينِ الرُّوميُّ، ثُمَّ القَاهِرِيُّ، الجَماليُّ، الحَنَفِيُّ (٦).


(١) في "المغانم": عيش تار.
(٢) في المخطوطة: مدير.
(٣) الكنَف: الجانب والظل. "القاموس": كنف.
(٤) كذا العبارة في الأصل. السِّجَاح: اللطف واللين، "القاموس": سَجَحَ.
(٥) "المغانم المطابة في معالم طابة" ٣/ ١٢١٤.
(٦) "إنباء الغمر" حوادث سنة ٨٤١ هـ، ٩/ ٢، و"الضوء اللامع" ٣/ ٢٩٣.