للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإنَّما يُعملُ له شيءٌ يسيرٌ مِن الخبزِ بلا إدامٍ في أكثرِ الأوقاتِ وإنْ كانَ إدامٌ، فَلِفْتٌ مسلوقٌ، وربَّما اكتفى المدَّةَ الطَّويلةَ بالحَريرة (١) مِن دقيقِ الشَّعير بدونِ إدامٍ، مع الصيام (٢) الدَّائم، والقيامِ المستمرِّ في صحَّتِه ومرَضِه، إلا إنْ تمرَّضَ مرضًا شديدًا، فحينئذٍ يُفطرُ.

وهو -في العلمِ بمذهبِ مالكٍ وغيرِه، والأصولِ، والفرائضِ، وغيرِها- رُحلةٌ، صحبتُه سفرًا وحضرًا، فرأيتُه رجلًا، عَلِمَ ما يطلبُ، فهانَ عليه ما يَجِدُ، وذلك مع نَضارةِ الشَّبابِ، وأنوارٍ مِن مواهبِ الوهَّاب، وكانت إقامتُه بالمدينةِ، وهو الآن بمكَّةَ، نفعَ اللهُ به. انتهى. ووصفَه الحافظُ الجمالُ ابنُ الخياطِ (٣) بأحدِ الأوَّلياء، أوحدِ علماءِ الحرمين، مِن أهلِ المغربِ، كانَ مُفتيَ المالكية بهما، وتزوَّجَ بأمِّ الفقراءِ زينبَ ابنةِ العفيفِ اليافعيِّ، فأنجبَ منها ولدَه الحافظَ الجمالَ محمَّدًا الماضي (٣٩٦٩).

[٤٣٠٤] موسى بنُ عليِّ بنِ موسى، الشَّرفُ المِصريُّ، المُناويُّ، المالكيُّ (٤)

وُلدَ بمُنيةِ القائدِ، مِن عملِ مصرَ، سنةَ بضعٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ، ونشأ بها، وشرعَ في حفظ "أبي شجاع" على مذهبِ الشَّافعيِّ، ثمَّ رغبَ في


(١) الحَريرةُ: الدَّقيقُ الذي يطبخ بلبنٍ. "لسان العرب": حرر.
(٢) في الأصل: "الصائم"، وهو خطأ، والتصويب من "نصيحة المشاور".
(٣) جمالُ الدِّين، محمدُ بنُ أبي بكرِ بن محمدٍ، اليمنيُّ، حافظ البلاد اليمنية، فقيه شافعيٌّ، توفي سنة ٨٣٩ هـ. "إنباء الغمر" ٨/ ٤٠٧، و"شذرات الذهب" ٧/ ٢٣١.
(٤) "الضوء اللامع" ١٠/ ١٨٦، و"وجيز الكلام" ٢/ ٤٤٨، و"بدائع الزهور" ٢/ ٣٣.