للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقيل: إنَّهُ ماتَ بِمَكَّةَ. ذَكَرَهُ الفَاسِيُّ (١).

٨٦٣ - الحسنُ بنُ زُبيريِّ بنِ قيسِ بنِ ثَابتِ بنِ نُعيرِ بنِ مَنْصورٍ الحُسَيْنِيُّ (٢).

أميرُ المدينةِ كأَبِيهِ. وَلِيهَا عنْ صاحبِ الحِجَازِ بَعْدَ مَوتِ أَبِيهِ، فَدَامَ إلى أنْ رأيتُهُ في سَنَةِ ثَمَانٍ وتسعينَ (٣)، وأهلُ المدينةِ يحمدُونَهُ بالنسبةِ إلى مَن علِمُوهُ كقسَيطِلٍ، وضَيْغَمِ بنِ خشرمٍ الآتيينِ، فلمَّا كَانَ في سَادسِ ربيعٍ الأولِ سَنَةَ إحْدَى وتِسْع مئةٍ، جَمَعَ جماعته مستعدين بالأسلحةِ، ودخلَ المسجدَ النَّبويَّ قبيلَ الظهرِ، وأحضَر خازندار (٤) الحرَم، وطَلَبَ مِنْه مَفَاتِيحَ القُبَّةِ لحَاصلِ الحرم، فأجَابَهُ بأنَّ شيخَ الخُدَّامِ لم يتركها عِنْدَهُ حين سافرَ لمصرَ، فَضَرَبَهُ وأهَانَهُ، وعمَدَ إلى بابِ الحاصلِ المشارِ إليهِ، فكسرهُ بالفَأسِ، فأخذ ما به من النُّقود، وجميع قناديل الذَّهبِ والفضَّةِ، ثمَّ أحْضَرَ الصُّوَّاغَ لحصنِهِ، فسبكَ تلكَ القناديلَ، ثُمَّ ارتحلَ عنِ المدينةِ بعدَ تأمينِ أهْلهَا، واعتذارِهِ بأنَّ الحَاصِلَ لهُ عليهِ الإجحافُ في معلومِهِ (٥)، وحينئذٍ جَاءَ عسكرٌ مِنْ صاحبِ الحجازِ لحفظِ المدينةِ، ثمَّ بعدَ مجيءِ المراسيمِ أذِنَ لابنِ خالهِ السيدِ فارسِ بنِ شَامَان.

[أقُولُ: واستمرَّ مفْصُولاً وهو يخبط في البَرِّ، حتى فُوِّضَ إمرةَ المدينةِ لأخِيهِ مَانِعٍ، فسكنَ أمرُهُ، وتردَّدَ إلى المدينةِ وماتَ بها في ..... (٦)].


(١) "العقد الثمين" ٣/ ٣٤٤ (٩٨٤).
(٢) "الضوء اللامع" ٣/ ١٠٠، و "غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام" ٢/ ٥٨٧.
(٣) أي: بعد الثمان مئة.
(٤) خازندار الحرم: هو أمين الصندوق. "المسجد النبوي عبر التاريخ" ص ١٧٦.
(٥) "وفاء الوفاء" ٢/ ٥٩٠، ٥٩١.
(٦) بياض في الأصل، وما بين المعكوفتين من زيادات الناسخ.