للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

باطِنِهِ وغيرَهُ فأسْكَنوهُ وقرَّبوهُ وأتحفوهُ بأنواعِ الملابسِ وفاخرِ الأطعمةِ حتى تبدَّنَ وسَمِنَ من كثرةِ ما يأكلُ، وكانَ يقولُ: الآنَ قامَ من عندي الخَضِرُ، وقالَ لي كَذَا وكَذَا، الآنَ قال لي مَلَكٌ كذَا وكذَا، ثمَّ ترقَّى حتى قالَ: كلَّمَني القلمُ ورأيتُ الملوكَ، وأَنواعًا منْ هَذ التُرَّهاتِ والخُزعبلاتِ، فقامَ عليهِ جماعةٌ من أهلِ الخيرِ وبَلَّغُوا الحاكمَ مقالاتِهِ فَدُعِيَ في مجلسٍ حافلٍ بحضرةِ شيخِ الخدامِ وحضرَ لفيفٌ من العامةِ وشَهِدوا عليهِ بمقالاتٍ متنوعةٍ لكنْ لم يجتمعْ على مقالةٍ واحدةٍ منها اثنانِ، فَخُلِّيَ سبيلهُ ثمَّ سافرَ إلى القاهرةِ فاشتهرَ وكَثرتْ أتباعُهُ، ثمَّ انتقلَ إلى العراقِ ويقالُ إِنه قُتِلَ بهَا.

قالَ: وقالَ لي والدِي: إنَّ هذا الرجلَ كانَ لهُ مالٌ كثيرٌ وَرِثَهُ من والدِه فأنفذَهُ على الفُقراءِ وتَصدَّقَ بهِ كُلِّهِ وَصارَ فَقيرًا، لكنهُ لم يقفْ عندَ حدِّهِ بل طَمِعَ في الولايةِ وهي لا تحصلُ إلَّا بالموهبةِ الإلهيةِ والعنايةِ الربانيةِ.

[٥١٣٢] رجلٌ يمنيٌّ

قدمَ المدينةَ فادَّعى الشَّرفَ، وأظهرَ أنهُ صاحبُ الزمانِ، وكان ذا شَكَالةٍ حسنةٍ مع طولِ قامةٍ وسكونٍ وحشمةٍ، ولهُ أتباعٌ في طولهِ يعظمونَهُ، وسكنَ بهم في دارِ النفيسِ شاميَّ المسجدِ فانعطفَ عليهم النَّاسُ وهادُوهُم وتمكَنُوا من خاطرِ نجيبِ الفاخريِّ لسلامةِ باطنِهِ كما تقدَّمَ تمكُّنًا جيِّدًا، ووعدَهُ بأَنَّهُ يكونُ عندهُ من المقرَّبين إذَا خرجَ، فأقَامَ على ذلكَ مدةً تُهدَى إليهِ البذلاتُ