للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقَدِمَ عَلَى السُّلطانِ من قبلِه مرَّةً، ثُمَّ قَدِمَهَا أُخرَى بَلْ سَافرَ إلى الشَّامِ وغيرِهَا مرَّةً مَعَ أبيهِ ومَرَّةً بمفردِهِ ودَخَلَ في الثانيةِ بيتَ المقدسِ وَرَجَعَ شَاكِرًا مِن صنيعِ النَّجمِ ابن الزمن برسالة أخيه، وهُوَ عَاقلٌ وجيهٌ مُتودِّدٌ مُتأدِّبٌ، صَارَ من أعيانِ المَدِينةِ ذَا أماكن وأفضالٍ، وكَثُرَ تَودُّدُهُ لي وحضُورُهُ عندي مَعَ فضلٍ وهِمَّةٍ وعَمِلَ مَنْسَكًا وغَيرَهُ.

[٤٧٥٨] أَبُو بكرِ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ أبي بَكرِ ابنِ العَاقِلِ، الصفيُّ النينوائيُّ ثُمَّ السّلامِيُّ المَكِّيُّ (١)

ويُعرفُ بابنِ العَاقِلِ. سمعَ مِنَ الفخرِ ابنِ البُخارِيِّ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ الزَّين، وببغدادَ مِن النِّظامِ محمودِ بنِ محمدِ الهرويِّ والكمَالِ عَليِّ بنِ محمدِ بنِ وَضَّاحٍ وعبدِ الصَّمَدِ بنِ أبي الحبيشِ وغيرِهِم، وحَدَّثَ، سمعَ منهُ: القطبُ الحلبيُّ، وابنُ رافعٍ، وقَالَ فِي "تَارِيخِهِ": كَانَ تاجِرًا ذَا ثروةٍ فترَكَ ذَلكَ وانقطَعَ بِمَكَّةَ وتَعَبَّدَ بِهَا، مَاتَ فِي سادس عشرَ شوال، وقِيلَ: ذِي القعدةِ سنةَ ستٍّ وعشرينَ وسبعِ مئةٍ بالمَدِينةِ النَّبَوِيّةِ، وهُوَ عندَ ابنِ فرحونٍ (٢) لم يزدْ فِي نَسبِهِ عَلَى أبيهِ وقَالَ: إنَّهُ مِن السَّادَةِ الكِبَارِ والأئمّةِ الأخيارِ فِي الجدِّ والاجتهادِ، لو رأيتَهُ رأيتَ رجُلًا أيَّ رجلٍ، كَانَ ذَا دُنيَا عَظيمةٍ فتخلَّى عنهَا وتركَهَا ورَغِبَ في الآخرةِ وأقبلَ عَلَيها، وانقطعَ فِي المَدِينةِ عَلَى عِبادَةٍ عظيمَةٍ لا يفتُرُ ليلًا ولا نَهَارًا، ويَقِفُ فِي أواخرِ المسجدِ إلى أسطوانةٍ مِنَ


(١) "أعيان العصر وأعوان العصر" ١/ ٢١٤.
(٢) "نصيحة المشاور" ص: ١١٢.