للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

توفيَ في بُكرةِ الأحدِ خامس عشري ذي الحجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ، في آخرِ وادي بني سالمٍ، بالقربِ مِن المدينةِ النَّبوية، فغُسِّلَ مكانَه، ثمَّ صُلِّي عليه، وحُمل في تابوتٍ على أعناقِ الرِّجالِ إلى المدينةِ النَّبويَّة، فصُلِّي عليه بالرَّوضةِ الشَّريفةِ الرابعةَ من الغدِ (١)، ودُفنَ بالبقيعِ شرقيَّ قُبَّةِ عَقيل بنِ أبي طالبٍ. قالَه العلَمَ البِرْزَاليُّ في "تاريخه". قالَ: وتأسَّفَ النَّاسُ لفقدِه، وذكروه -لمَّا جاء خبرُه- بكلِّ خيرٍ، ووصفوه بالصِّفاتِ الجميلةِ، والأخلاقِ الحسنة، والفضلِ والدِّينِ والعقلِ، وصدَّرَ ترجمتَه بالفقيهِ الإمامِ العالمِ، وقالَ: كانَ فقيهًا فاضلًا، صحبَ التَّقيَّ ابنَ تيميةَ، وتفقَّه عليه، ولازمَه وخدمَه، وتوجَّهَ معه إلى الدِّيارِ المِصريةِ، وحُبسَ بسببه، وسعى في إخراجِه بكلِّ طريقٍ، ولم يزلْ في خدمتِه إلى آخرِ وقتٍ، وله عقلٌ وافرٌ، وذهنٌ صحيح، وفيه مودَّةٌ ومروءةٌ تامَّة. سمعَ مِن ابن البخاريِّ، وابنةِ مكِّيٍّ، وجماعةٍ، وحدَّثَ، رحمَه الله.

٣٥٧٣ - محمَّدُ بنُ سعدِ بنِ زُرارةَ المدَنيُّ (٢).

عن: أبي أُمامةَ الباهليِّ في فضل سبحان الله (٣)، وعنه: مصعبُ بنُ محمَّدِ بنِ شُرَحْبيلَ. قاَل المِزيُّ (٤): يحتملُ أنْ يكونَ هو: محمَّدَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سعدِ بنِ زُرارةَ، نُسب لجدِّه.


(١) أي: بعد خمسة أيامٍ.
(٢) "ميزان الاعتدال" ٣/ ٣٦٥.
(٣) أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" ٩/ ٧٣ (٩٩٢١).
(٤) "تهذيب الكمال" ٢٥/ ٢٥٥.