محمدٍ، وقرَأَ عَلَى الشهابِ الأبشيطيِّ، وأَقرَأَ بِمَكّةَ يسيرًا، وولي خطابةَ المسجدِ الحرامِ، شريكًا لعَمِّهِ أبي القاسمِ، ثُمَّ ابنِهِ محبِ الدِّينِ. ودخلَ اليمنَ والهندَ. وكان في صغرِهِ سمعَ على أبي الفتحِ المَرَاغِيِّ وغيرِهِ، وأجَازَ لَهُ في سنةِ خمسين فَما بعدَهَا شيخُنَا، وابنُ الفراتِ، وأبو جعفرِ بنُ الضياءِ، والرشيديُّ، والعَينيُّ، وخلقٌ، وأخذَ عن والدِهِ، ولازمَ ابنَ عطيفٍ في الفقه، وابنَ يُونُسَ وعبدَ القادرِ المالكيَّ في النحوِ، ودخلَ القاهرَةَ غيرَ مرةٍ، فأخذَ عن الجوجريِّ في الأصولِ وغيرِهِ، وعن الأبناسيِّ، وكذَا أخذَ عني "النُّخبةَ" و"الهدايةَ" بكمَالِهمَا، وسمعَ درُوسًا في الألفيةِ، ولازمني كثيرًا بمَكَّةَ وغيرِهَا، وتَمَيَّزَ، وأذن لَهُ العباديُّ وغيرُهُ، وسافرَ للتجَارَةِ. وماتَ في عدن ليلةَ الأربعاءِ رابعَ عشري جمادى الأولى سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ، بعدَ ضعفِهِ أيامًا، وصُلِّي عليهِ بِمَكَّةَ وخلَّفَ أولادًا وتركةً.
[٤٧٩٠] أبو بكرِ بنُ البدرِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ محمدٍ ابن مزهرٍ، الأنصاريُّ، القَاهريُّ، الشَّافعيُّ (١)
لَهُ مدرسةٌ ببابِ الرَّحمةِ، وكانَ بِهَا مدفنٌ ورباطٌ، بَلْ لَهُ سبعٌ وغيرُ ذلكَ، وكَذَا بِمَكَّةَ والقَاهرَةَ، وُلِدَ بِهَا في رجب سنةَ إحدى وثلاثينَ وثماني مئةٍ، وماتَ والدُهُ وهُوَ صغيرٌ فَنَشأَ يتيمًا، ورُزِقَ السَّعْدَ. وحفظَ القُرآنَ، و"العُمدةَ"، و"المنهاجَ"، و"ألفيةَ النَّحوِ"، وغيرَهَا، وعرضَ عَلَى جماعةٍ، وسمعَ عَلَى آخرينَ منهم شيخُنَا، والعَلَمُ البَلقِينِيُّ، والعلاءُ القلقشنديُّ،
(١) "الضوء اللامع" ١١/ ٨٨. وقال: أوردت له ترجمة حافلة في ذيل القضاة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute