والسيدُ النَّسّابَةُ، والكمالُ ابنُ البارزيِّ، والمحبُّ بنُ الأشقر، ونشوانُ، والشَّاويُّ. وأجازَ لهُ في جملةِ بني أبيهِ خلقٌ من مَكَّةَ والمدينةِ والقدسِ والخليلِ والقاهرةِ والشّامِ وحلب وحماة وحمصَ وغزةَ والرَّملةِ وغيرِهَا. وأخذَ في الفقه عن الشمسِ الشنشيِّ ثُمَّ العلمِ البَلقينيِّ وأذنَ لهُ فيما بلغني في التَّدريسِ والإفتاءِ، وقرأَ في النَّحوِ على الأبديِّ وحضرَ دروسَ الشَّرَوَانيِّ في "التَّلخيصِ" و"المتوسطِ" وغيرِهِمَا بلْ قَرَأَ عليهِ في "شرحِ العقائدِ" وكَذَا قَرَأَ في "المتوسطِ" وغيرِهِ عَلَى الشَّمسِ الكريميِّ وحضرَ دُرُوسَهُ في آخرين، كالكافياجيِّ بحيثُ أكثرَ الاستفادةَ منهُ وأجازَهُ، وصحبَ الشَّيخَ مدين وقتًا وتلقنَ منه الذكرَ وتدَرَّبَ بصحبةِ وصيِّهِ الزَّينِ عبدِ الباسطِ والكمالِ ابنِ البارزيِّ وغيرِهِمَا، وجَوَّدَ اللسانَ التركيَّ وتقدَّمَ لمجالسةِ أهلِ العلمِ وذَوي الفضائلِ من ابتدائِهِ وهلُمَّ جرًّا حتَّى تميزَ وتهذَّبَ واشتُهرَ بوفورِ الذكاءِ. وولي نظرَ الإسطبلِ ثُم أضيفَ إليه الجواليُّ المصريةُ ثم الشّاميةُ ثُم خانقاه سعيد السعداءِ، ووكالةُ بيتِ المالِ ثُم نظر الجيشِ وحصلَ الاقتصارَ عليهِ والانفرادَ بِهِ مرةً بعدَ أُخرى، ثُم كتابةَ السر في ذِي القعدةِ سَنةَ ستٍ وستين، واستمر فيها حتَّى ماتَ في يومِ الخميسِ سادسِ رمضانَ سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ، وصُلي عليهِ في يومِهِ بسبيلِ المؤمني في مشهدٍ هائلٍ، ثُم دُفنَ ليلةَ الجمعةِ بتربتِهِ وارتجت الجهاتُ لموتِهِ سيما الحرمين وصلَّى عليه غالبُهَا، وحمدَ في سيَرتهِ وسائر مباشراته ومَدحَهُ الأكابرُ .. وسمعُوا الحديثَ عليه وخُرِّجَ من مروياتِهِ بالأجايزِ وغيرِهَا أربعون حديثًا قرَأَهَا العزُّ ابنُ فهدٍ محدثُ الحجازِ، وكَذَا عملَ لهُ فهرست أيضًا وأفتى وعرَضَ عليهِ الأنباءَ وصارَ عزيزَ مصرَ، ومحاسنُهُ جمَّةٌ والقلوبُ برئاستِهِ مُطمئِنَةٌ رحمهُ الله تَعَالى وإيانا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute