ابنِ القاضي أبِي الفضلِ ناب لهُ، حتَّى في حضورِ حاصلِ الزيتِ وشمعِهِ، وتولَّى محاسبةَ مَن يقبضُ ذلكَ حتَّى ماتَ. ولعلَّهُ كان يباشرُ أيضًا في حياةِ أخِيهِ.
وولِيَ تدريسَ الحديثِ بالمنصوريةِ (١)، ودَرَّسَ الفقهَ للأشرفِ صاحبِ مِصرَ، وغيرِهما، وكان يشبهُ جدَّهُ القاضِي نجمَ الدِّينِ الطَّبريَّ في شكلِهِ، طَويلًا غَلِيظًا، أبيضَ مُنورَ الشيبَةِ، ذا مرُوءَةٍ وعصبِيَّةٍ لمن ينتمِي إليهِ، وخِبرةٍ بأمرِ دُنياهُ، ومذاكرةٍ بأشياءَ حسنةٍ.
وهوَ ممَّن جاورَ بالمدينةِ مُدَّةً، وسَمِعَ بها، وأسمَعَ، ولذا أثبتُّهُ هنا.
ماتَ في يومِ الجُمعةِ ثامنِ جمادَى الآخرةِ سنةَ ثمانٍ وتِسعينَ وسبعِ مئةٍ بِمَكَّةَ، ودُفِنَ بعدَ العصرِ بالمعلاةِ، على أمهِ. رحمهما الله.
٢٨١٠ - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ ابنِ الجلالِ أحمدَ الخُجَنْديُّ، المدَنيُّ الأصلِ، المكِّيُّ، الحنَفيُّ.
الماضِي أبوهُ، والآتي شقِيقُهُ أبو البقاءِ محمَّدٌ، وأخوهُ لأبِيهِ أبو الوفاءِ محمَّدٌ، وصاحبُ التَّرجمَةِ أصغرُهم، ذكرهُ المؤلِّفُ.
وُلدَ في سادسَ عشرَ رمضانَ سنةَ إِحدَى وثمانِينَ وثمانِ مئةٍ بِمَكَّةَ، واشتَغَلَ بِهَا، وحفِظَ "الكنز"، وحضَرَ دُروسَ الحنفيِّ فِيهَا، وقرأَ عليَّ "أربعي النووي" وسمِعَ
(١) المنصورية: من أعظمِ المباني الملوكية وأجلِّها قدرًا، بناها السلطان الملوكيُّ المنصور قلاوون مع مارستان، وقبَّةٍ بمصرَ سنة ٦٨٢ هـ. "النجوم الزاهرة" ٧/ ٣٢٥، و"عصر سلاطين المماليك" ٣/ ٤٣.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute