وحدَّثَ بالحرمينِ. سَمِعَ مِنهُ: التَّقيُّ ابنُ فهدٍ، وآخرون.
ووليَ الإمامةَ بمقامِ المالكيَّةِ بالمسجدِ الحرامِ بعدَ وفاةِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ المالكيِّ، ابنِ أخِي الشَّيخِ خليلٍ المالكيِّ، في آخرِ سنةِ سِتِّينَ، واستمرَّ إلى أن ماتَ، وذلك ثلاثةٌ وثلاثونَ سنةً وأشهرٌ.
ونالَ بسببِ ذلكَ من التَّكارِرَة والمغاربةِ دنيا كثيرةً (١)، ومُعظمها من التَّكارِرَةِ، فإنَّهُ كان ينالُهُ مِن قِبل سُلطانِهم نحوُ ألفِ مثقالٍ ذَهبًا في كثيرٍ مِن السِّنين، غيرَ ما ينالُهُ من شَيخِ رَكْبِ التَّكارِرَةِ، وممَّن فيهِ مِن أعيانِهم.
وربَّمَا يحصلُ لهُ مِن الذينَ في الرَّكبِ نحوُ ما يحصلُ لهُ مِن قِبَلِ السُّلطانِ، وتجَمَّل بذلكَ حالُهُ كثيرًا في أمرِ دُنياهُ وعيالِهِ، بحيثُ كان يُعينُ خالَهُ القاضي شهابَ الدِّينِ الطبريَّ في أمرِ دُنياهُ، وغيرِ ذلكَ مِن مصالحِهِ.
واكتَسَبَ في حياتِهِ جَانبًا مِن الدُّنيا، وكان يقولُ: إنَّما اكتسبَ الدُّنيا قَبل أن يليَ الإمامةَ مِن تركَةِ زوجِ أمِّهِ ابنةِ الشَّيخِ خليلٍ المالكيِّ.
وقد تزوَّجَ من بناتِ خالهِ: أمَّ الحسينِ، ثُمَّ زينبَ، ثُمَّ خديجةَ، ورُزِقَ مِن الأُوليَينِ أولادًا.
ونابَ في الحكمِ عن أخِيهِ القاضِي أبي الفضلِ في غالبِ ولايَتِهِ.
وسُئِلَ في إخراجِ مرسومٍ من صَاحِبِ مِصرَ بولايتِهِ الحُكمَ بِمَكَّةَ، فامتَنَعَ رعايةً لخاطرِ أَخِيهِ، ولم ينُب للشِّهابِ ابنِ ظَهِيرَةَ، فلمَّا عُزِلَ ابنُ ظهيرةَ بابنِ أخيهِ المُحبِّ
(١) في الأصل: كثيرا، والمثبت من "العقد الثمين".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute