سألَ قَوَمَةَ المسجِدِ في المبيتِ فيه فأَذِنُوا له، فبَاتَ بينَ تَضَرُّعٍ وبُكَاءٍ ودُعاءٍ وتَوَسُّلٍ بِالنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- حتَّى غَلَبَ عليهِ النَّومُ، حولَ الضَّريحِ فأصبحَ وقدْ أزالَه الله عنهُ بِبَرَكَته -صلى الله عليه وسلم-.
وتبعهُ المجدُ في هذا (١)، وأشارَ إلى الحكايةِ بقولهِ: وممَّا يدخلُ في حكاياتهِ في معجزاتِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وساقَها.
[ ....... ] مُحَمَّدٌ التَّكرورِيُّ
مضَى قريبًا في محمدٍ أبي عبد الله (٣٦٤٠).
[٤٠٤١] مُحَمَّدٌ التَّادليُّ
شيخٌ صالحٌ، كان يستخلِفُه الشيخُ عمرُ العرابيُّ في حَلَقَةِ الذِّكرِ بزاويتهِ في مدرسةِ ملكهِ بالمدينةِ في حياتهِ ثمَّ بعدَ مماتهِ، ويعقدُ الطَّيلسانَ، وأقرأَ القاضِي فتحَ الدِّينِ ابنَ صالحٍ القرآنَ، وكانت لهُ دارٌ لطيفةٌ بالمدينةِ لم يسكُنها أحدٌ إلَّا ظهرت لهُ بركتُها، يقالُ: إنَّه عمرهَا بمالٍ حلالٍ، وأنَّه مكثَ نحوَ ثلاثينَ سنةٍ يتوجَّه بعدَ صلاةِ الجمعةِ إلى أُحُدٍ لمكانِ شيخهِ العرابيِّ الَّذِي بناهُ بأعلاه مَاشيًا فيُقيمُ ثلاثةَ أيامٍ ثمَّ يرجِعُ، وإنَّه لم يوافِق أمَّه على تزويجهِ حتَّى حملت عليهِ عِدّةً من صالحِي الشُّيوخِ إلى غيرِ هذَا ممَّا اجتمعَ لي من حكايةِ غيرِ واحدٍ ممَّن رآهُ كالفخرِ العينيِّ والقاضِي صلاحِ الدِّينِ
(١) سقط من مطبوع "المغانم"، وهو موجود في المخطوط (ق/ ٢٥٩/ ب).