للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأربعينَ، وحَفِظَ "القدوري"، و "ألفية النحو" وعَرضَ علَى جماعةٍ.

٢٥٧٥ - عبدُ الواحدِ بنُ عمرَ بنِ عيَّاذٍ، القاضي تاجُ الدِّينِ الأنصاريُّ، الأندلسيُّ الأصلِ، المدنيُّ.

جدُّ حسنٍ، وعبدِ الباسِطِ، وعبدِ الله بنِي عمرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ، وأخُو عبدِ اللهِ، ووَالدُ مُحمَّدٍ المدعو عبدَ العزيزِ، والملقَّبَ زين الدِّينِ، الماضي كلٌّ منهُم.

سمِعَ على الزَّينِ عليٍّ الأسوانيِّ: "الشفاء"، وحدَّثَ بهِ عنهُ. سمعهُ عليهِ: أبو الفتحِ المراغيِّ، وابنُ أختهِ المحبُّ المطريُّ، وعرضَ عليهِ أبو اليُمنِ المراغيُّ في سنةِ خمسٍ وسبعينَ وسبعِ مئةٍ وبَعدَها، ولم يجزهُ.

وكانَ قد أخذَ الفِقهَ والعربيَّةَ عن: البدرِ ابنِ فرحونٍ، وترقَّى حتَّى صارَ أحدَ المرسلينَ والمعتبرينَ بالمدينةِ، وصنَّفَ "مقدِّمَتَهُ" في العربيَّةِ، بل اختصرَ "المغني" (١) في كرارِيسَ، رأيتُهُ، وسمَّاهُ "المُدْنِي إلى فوائد المُغني" وقال: إنَّهُ قرأَ الأصلَ على أبِي عبدِ اللهِ مُحمَّدِ بنِ أحمدَ [بنِ] عليٍّ الهواريِّ، وأبي جعفرٍ أحمدَ بنِ مالكٍ الرُعَيْنِيِّ قراءةَ تَحْقِيقٍ ونظرٍ، وقُرئَ هذا المُختصرُ على مؤلِّفِهِ، فسمعَهُ الشَّمسُ ابنُ سُكَّرَ، ونسخَهُ، وانتَهى في سنةِ سبعٍ وستِّينَ وسبعِ مئةٍ.

قالَ ابنُ صالحٍ: وكانَ أبوهُ يقولُ لي: إنَّهُ إنَّمَا سمَّاهُ عبدَ الواحدِ؛ لتَلحقَهُ بركةُ سَميِّهِ الجزوليِّ صاحبِ أبي مُحمَّدٍ البَسْكريِّ الآتي، فما خيَّبَهُ اللهُ في قَصدِهِ، بل صارَ مِن جُملةِ الفضلاءِ والفقهاءِ المدرِّسِينَ، زادَهُ الله خيرًا، وفسحَ مدَّتهُ للمسلمينَ.


(١) "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب"، لابن هشام الأنصاري، مطبوع.