للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يأتي قريبا في: ابنِ عبدٍ. (٢٣١٩)

٢٣٠٧ - عبدُ الرَّحمن بنُ عبدِ الله بنِ عثمانَ بنِ عامرٍ، أبو محمَّدٍ، وأبو عبدِ الله، وأبو عثمانَ ابنُ أبِي بكرٍ الصِّديقِ ابنِ أبِي قُحَافةَ القُرشيُّ، التَّيميُّ (١).

شقيقُ عائشةَ، أمُّهُما أمُّ رومانَ، وأسنُّ ولدِ أبيهِ، وكانَ اسمهُ عبدَ الكَعبةِ فسمَّاهُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عبدَ الرَّحمنِ. وذكرهُ مسلمٌ (٢) فيمن عُدَّ في المكيِّينَ.

أسلمَ في هُدنةِ الحديبِيةِ، وحسُنَ إسلامُهُ، وكانَ مِنْ أشجعِ النَّاسِ، وأرماهُم بسهمٍ، صالحًا، وفيه دُعابةٌ.

ماتَ خارجَ مكَّةَ في سنةِ ثلاثٍ وخمسينَ، فحُملَ إليهَا فدُفِنَ بها، ولما اتَّصل خبرُ موتِه بأختِه ظعنتْ منَ المدِينةِ حتَّى وقفتْ على قبر وتمثَّلت (٣):

وكنَّا كنَدْمَانَي جَذيمةَ حِقبةً … مِن الدَّهرِ حتَّى قيل: لنْ يتصدَّعَا

فلمَّا تفرَّقْنا كأنِّي ومالكًا … لِطُولِ اجتماع لم نَبِتْ ليلةً معا

ولمَّا قامَ مروانُ على المنبر، ودعا لبيعةِ يزيدَ، كلَّمهُ الحسنُ بنُ عليٍّ، وعبدُ الله بنُ الزُّبيرِ بما لَه غيرُ هذا المحلِ، وقال له صاحبُ الترجمة: أَهِرَقْلِيةً؟ إذا ماتَ كِسَرى قام كسرَى مكانَهُ؛ لا يُفعل أبدًا، فبعثَ له معاويةُ بمئةِ ألفِ دِرهمٍ، فردَّهَا، وقال: أبيعُ دِيني بدنيايَ!، وخرجَ إلى مكَّةَ فماتَ بها -رضي الله عنه-، وهو والدُ أبي عَتيقٍ محُمَّدٍ الذِي


(١) "أسد الغابة" ٣/ ٤٦٦، و "الإصابة" ٢/ ٤٠٧.
(٢) "الطبقات" ١/ ١٦٥ (٢٥٩).
(٣) البيتان لمتمم بن نويرة اليربوعي، وهما مع الخبر في: "المستدرك" ٣/ ٤٧٦.