للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البلادِ الشَّاميةِ والحلبيةِ لطردِ عثمانَ بنِ قرَا بلوك (١) عن البلادِ، حتَّى وصلَ إلى آمِد (٢)، فنازلها، وعادَ بعدَ أنْ حلفَ على بذلِ الطَّاعةِ له، وكانَ بخيلًا مَقِتًا (٣) مُتلوِّنًا، وله مآثرُ، منها: في سنةِ إحدى وثلاثين وثمان مئةٍ جدَّدَ الرِّواقيِن اللذين كان سقَفهما النَّاصرُ محمَّدُ بنُ قلاوون، في سنتي خمسٍ وستٍّ (٤) وسبعِ مئةٍ على يدِ مُقبلٍ القُديديِّ، مِن مالِ جَوَالي (٥) قبرص، بل جدَّدَ الأشرفُ أيضًا شيئًا من السَّقفِ الشَّاميِّ ممَّا يلي المنارةَ السِّنجاريةَ، وأمرَ بعدَ الثَّلاثين وثمان مئةٍ بتسميرِ أبوابِ الدَّرابزينِ (٦) التي جُعلتْ على الحُجرةِ الشَّريفة.

٥٧١ - بِرغوثُ بنُ بثيرِ بنِ جُريشٍ، الحسينيُّ، الجريشيُّ (٧).

مِن شُرفاءِ المدينةِ الرَّافضةِ، تجرَّأَ على الحُجرةِ الشَّريفةِ، وسرفَ هو وغيرُه -كِركَابٍ الآتي- مِن قناديلِها جملةً، فشُنِقَ في شعبانَ، سنةَ إحدى وستين وثمانِ مئةٍ.


(١) عثمانُ بنُ قارا، أميرُ عربِ آلِ فضلٍ بالشام والعراق، كان شابًا شجاعًا، جوادًا، مقبِلا على اللهو، مات سنة ٧٨٧ هـ. "الدرر الكامنة" ٢/ ٤٤٧
(٢) أعظمُ مدنِ ديارِ بكرٍ، وأجلُّها قَدرًا، وأشهرُها ذِكرًا. "معجم البلدان" ١/ ٥٦. وهي الآن في جنوبي تركيا.
(٣) أي: شديد البيعض. "تاج العروس". م ق ت.
(٤) تحرَّفت في الأصل إلى: ست وخمسين، بدل خمس وست.
(٥) أي: من مال الجزية، وجوالي: جمع جالية، والجالية لفظٌ أُطلق على أهل الذِّمَّة؛ لأنَّ أمير المؤمنين عمر أجلاهم عن جزيرة العرب، ثُمَّ أطلق هذا الاسم على كلِّ مَنْ لزِمته الجزية وإن لم يُجلَوا عن أوطانهم. "معجم الألفاظ" ص ٥٦.
(٦) الدرابزين: حاجزٌ على جانبي السُّلَّم. "القاموس الوسيط" ١/ ٢٧٧.
(٧) "الضوء اللامع" ٣/ ١٠، و"وفاء الوفا" ٢/ ٣٥٧.