للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الكِبارِ، وقُيِّدَ، وداومَ كذلكَ مدَّة، وشرفُ الدِّينِ لا يقبلُ فيهِ شفاعةَ، مع مسكنتِهِ وضعفِ بِنيتهِ، وكونهِ كثيرَ الصَّومِ والعبادةِ والتِّلاوةِ، إلى أن سخَّرَ اللهُ له مَن أطلقهُ، وأرسلهُ إلى الحِجاز، فلمَّا وصلَ الشَّرفُ إلى المدينةِ، تتبَّعه في وظائفِهِ (١) وفي نفسِهِ وعيالِهِ، وسعى عندَ أمرائِها ليخرِجوهُ منها، فلم يطيعُوه في ذلكَ، وكذا منعهُ مِن دخولِ القاهرة.

واستمرَّ الحالُ كذلك إلى أن طالتِ المدَّةُ، ونُسيتْ القضيةُ. وعاشَ هذا بعدَ الشَّرفِ إلى أنْ مات في [ربيعٍ الآخرِ عامَ تسعة وخمسينَ وسبعِ مئة فجأةً، أصبحَ في فِراشِهِ مَيتًا] (٢). ذكرهُ ابنُ فرحون (٣) في الشَّرفِ الخَزنداريِّ. وكذا وصفهُ المجدُ (٤) في ترجمةِ الشَّرفِ الخزنداريِّ بالشَّيخِ العالمِ، المقرئِ الكبيرِ الشأنِ، وساقَ الحِكايةَ.

قلتُ: وأظنُّهُ الذِي سمعَ على العفيفِ المطريِّ في سنةِ تسعٍ وأربعين وسبعِ مئةٍ "الجزء" الذي خرَّجه له الذَّهبيُّ.

٢٣٩٧ - عبدُ الرَّحمنِ بنُ يَامِينَ المدَنيُّ (٥).

عن: أنسٍ، وعنه: أبو العلاءِ عبدُ الرَّحمنِ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته" (٦).


(١) في "المغانم" ٣/ ١٢١٧: تتبعه في طائفِه، والطائف: الشرطة والعسس، "القاموس": طوف.
(٢) في الأصل بياض، وما بين المعقوفتين من "المغانم المطابة".
(٣) "نصيحة المشاور" ص ٤٩.
(٤) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢١٧ - ١٢١٨.
(٥) "الجرح والتعديل" ٥/ ٣٠٢، و "السان الميزان" ٥/ ٨٧، ١٤٥.
(٦) "الثقاته" ٥/ ١١١.