للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٥٢٩ - محمَّدُ بنُ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ قتادةَ بنِ إدريسَ بن مُطاعنٍ (١)، النَّجم أبو نُمَيٍّ ابنُ أبي سعدٍ الحسنيُّ (٢).

ملِكُ الحجازِ كأبيه، وكانَ شجاعًا، مشهورًا، شاركَ أباه في أمارة مكَّة صبِّيًا، وذلكَ أنَّ راجحَ بنَ قتادةَ استنجدَ أخوالَه بني حسين -إذ أمُّه منهم- ليُخرجَ أخاه أبا سعد (٣) مِن مكَّةَ، ويملكها هو، فسارَ معه مِن المدينة سبعُ مئةِ فارسٍ مِن بني حسين، وعليهم الأميرُ عيسى، الملقَّبُ بالحَرون، فارسُ بني حسينٍ في زمانِه، وكانَ أبو نُميٍّ حينئذٍ بِيَنْبُعَ، فخرجَ منها قاصدًا معه في أربعين فارسًا، فصادفَ القومَ سائرينَ لمكَّة، ليس لهم منه خبرٌ، وقد كانَ هو بلغَه خبرُهم، وإنما جاءَ مددًا لأبيه أبي سعدٍ، فلمَّا صادفَهم حملَ عليهم، فهزموهم، ورجعوا إلى المدينةِ مغلوبين، ولم يكنْ أبو نُميٍّ حينئذٍ بلغَ العشرين، فلمَّا هزمَ عمَّ أبيه راجحًا وبني حسين معه، وقدم على أبيه مكَّة، أشركَه في الأمر، فلم يزلْ حاكمًا بها مع أبيه، وبعدَه إلى أنْ ماتَ، وقد جازَ التِّسعين، ولأبي نُميٍّ وقائعُ وخَرَجاتٌ، وماتَ في صفرَ سنةَ إحدى وسبعِ مئةٍ خارجَ مكَّةَ، وحُملَ فدُفن بالمَعلاة خارجًا عن قبرِ أبيه وجدِّه الأعلى، وهو قتادة، وكانت ولايته سنةَ ثلاثٍ وخمسين وستِّ مئةٍ. طوَّلَ الفاسيُّ ترجمته في مكَّة (٤) في نصف كُرَّاسٍ.


(١) تحرفت في المطبوعة إلى: قطامي؟!
(٢) "تاريخ ابن خلدون" ٥/ ٣٨٩، و"الدرر الكامنة" ٣/ ٤٢٢، و"شذرات الذهب" ٦/ ٢.
(٣) أبو سعدٍ والدُ المترجَم.
(٤) "العقد الثمين" ١/ ٤٥٦.