للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانَ أحمدُ وإبراهيمُ في حُسنِ الأداءِ، وطِيبِ الخُلُقِ، وحُسنِ الصَّوتِ، ورِقَّةِ الأنفاسِ فرسينِ، فجاءَ الفقيهُ محمَّدُ بنُ إبراهيمَ على شنشنة (١) والده وخِيمِهِ (٢)، إذا تكلَّمَ على المئذنةِ طرِبَ كلُّ أحدٍ لكلمِه، وكانَ مِن الفقهاء النُّبهاء، وعلى نفسِه وحسِّه روحٌ ونقاء، شارحٌ صدرَه بخدمةِ الفقراءِ وقضاءِ حاجتِهم، طارحٌ للتَّكلُّفِ بسلوكِ سبيلِ المتبذِّلينَ في لباسِهم ومنهاجِهم (٣)، مِن أحسنِ النَّاسِ صُحبةً وعِشرةً، غيرُ مانعٍ مِن أحدٍ لُطفَه وبِرَّه وبِشرَه، لو كلَّمهَ فقيرٌ في حبيرِه الجديدِ لوهَب، ولو دعاهُ صغيرٌ إلى حصيرهِ البعيدِ لذهَب، وكانَ أمينَ الحكمِ في أيامِ سراجِ الدِّينِ القاضي، ففارقَ الدُّنيا وكلُّ أحدٍ عن حُسنِ طريقتِه راضي، وأعقبَ ولدَه أبا عبدِ اللهِ محمَّدًا، وتُوفي سنةَ تسعٍ وعشرين وسبعِ مئة.

- محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مرتضى

- ومحمَّدُ بنُ إبراهيمَ.

غيرُ منسوبٍ. هما الأوَّلُ (٣٤٠٠).

٣٤٠١ - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مباركِ بنِ مسعودٍ، شمسُ الدِّينِ، الشَّكيليُّ، المدَنيُّ (٤).

ممَّنْ سمعَ على الزَّينِ المراغيِّ في سنةِ اثنتينِ وثمانِ مئةٍ في تاريخه، وكانَ مِن مؤذِّني


(١) الشَّنْشَنَةُ: الطبيعةُ والعادة. "القاموس": شنن.
(٢) الخِيمُ: السّجيةُ، والطبيعة. "القاموس": خيم.
(٣) إنَّ الله سبحانه يحبُّ أن يرى أثرَ نعمته على عبده، وليس هذا التبذلُ بممدوحٍ.
(٤) "نصيحة المشاور"، ص ١٨٦.