للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأنَّ الزاهرِيَّ كان له مُدَّةً أعمى منذ استقَرَّ عِوَضًا عن كافورِ المُظَفَّرِيِّ، وقام هذا بالمشيخةِ أحسنَ قيامٍ وتعصَّبَ لأهلِ السُّنَّةِ وقمعَ الرافضَةَ وكَثُرَ في أيَّامِهِ المُجاوِرُون وعُمِرَت الأوقافُ إلى أن ماتَ انتهى، وقد سَمِعَ مختارٌ هذا جميعَ "أخبارِ المدينةِ" لابنِ النَّجَّارِ على الجمالِ المطريِّ وكافورٍ الخُضَرِيِّ في سنةِ ثلاثِ عشرَةَ وسبعِ مئةٍ، وحكى الأقشهريُّ عنه أن شامِيًّا جاءه في سنةِ خمسَ عشرَةَ وسبعِ مئةٍ وأعلَمَهُ أنه حَجَّ في العامِ الماضي وحمَلَ معهُ شيئًا من تُرابِ المسجِدِ وحصبائِه فلم أزل أراه في المنامِ وهو يقولُ: رُدَّني إلى موضِعي عذَّبتَني عذَّبَكَ اللهُ فها أنا أتَيتُ به، وأخرَجَ صُرَّةً فيها ما ذكرَهُ فصببناهُ في المسجد.

قلتُ: وإنما فَصَلتُ هذا عن الذي قبلَه لكونِ الأقشهرِيِّ وَصَفَ ذاك بأنه كان في سنةِ ثماني عشرةَ شيخًا، وهذا كما قال غيرُ واحدٍ إنما استقَرَّ في سنةِ تسعَ عشرةَ، لكن يخدِشُ فيه أنَّ الذي كان قبلَهُ إنما هو الزاهِرِيُّ، والأقرَبُ أنه هو ويكونُ الأقشهريُّ سها في التاريخِ، واللهُ أعلمُ.

[٤٠٨٥] المختارُ بنُ عوفٍ، أبو حمزةَ الأزديُّ الإباضيُّ (١)

المعروفُ بالخارجيِّ. داعيةُ عبد الله بنِ يحيى الكِندِيِّ الأعوَرِ المُلَقَّبِ طالبَ الحقِّ (٢)، الثّائِرِ باليَمَنِ على مروانَ، فتغلَّبَ أبو حمزةَ على مكةَ في


(١) "تاريخ الطبري" ٧/ ٣٩٤، "الكامل في التاريخ" ٥/ ٣٩، "العقد الثمين" ٧/ ١٥٣.
(٢) عبد الله بن يحيى بن عمر بن الأسود الكندي الجندي الحضرمي، أبو يحيى، الملقب بطالب الحق: إمام إباضي، من أهل اليمن كان قاضيًا بحضرموت وخلع طاعة مروان بن محمد، =