تسلطَنَ بيبرسُ، ولُقِّبَ بالمظفَّر، وصار سلارُ نَائِبَهُ، واستمرَّ النَّاصر بالكركِ إلى أثناءِ سنةِ تسعٍ، فتوجَّه إلى دمشقَ رجاء العَودِ، وتقوَّى بمَن وافقَهُ من النُّوَّابِ، وغيرِهم، حتى وَصَلَ إلى مصرَ، وجلسَ على سريرِ الملكِ في يوم عيدِ الفطرِ منها، وخُذِلَ المظفَّرُ، وراسلَ في الأمانِ، فأجابه، ثمَّ قتله، وجماعةً من أعدائِهِ، وتمهَّد له الأمرُ، حتَّى ماتَ في ذي الحجَّةِ سنةَ إحدى وأربعين وسبعِ مئةٍ بقلعةِ الجبل، عن ثمان وخمسين، وحُمِلَ في محفَّةٍ، فدُفِنَ عند أبيه بالمنصوريةِ، بعد أن حجَّ في سنةِ اثنتي عشرةَ، ثمَّ سنةِ تسعَ عشرةَ، ثمَّ سنةِ اثنتين وثلاثينَ.