للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تسلطَنَ بيبرسُ، ولُقِّبَ بالمظفَّر، وصار سلارُ نَائِبَهُ، واستمرَّ النَّاصر بالكركِ إلى أثناءِ سنةِ تسعٍ، فتوجَّه إلى دمشقَ رجاء العَودِ، وتقوَّى بمَن وافقَهُ من النُّوَّابِ، وغيرِهم، حتى وَصَلَ إلى مصرَ، وجلسَ على سريرِ الملكِ في يوم عيدِ الفطرِ منها، وخُذِلَ المظفَّرُ، وراسلَ في الأمانِ، فأجابه، ثمَّ قتله، وجماعةً من أعدائِهِ، وتمهَّد له الأمرُ، حتَّى ماتَ في ذي الحجَّةِ سنةَ إحدى وأربعين وسبعِ مئةٍ بقلعةِ الجبل، عن ثمان وخمسين، وحُمِلَ في محفَّةٍ، فدُفِنَ عند أبيه بالمنصوريةِ، بعد أن حجَّ في سنةِ اثنتي عشرةَ، ثمَّ سنةِ تسعَ عشرةَ، ثمَّ سنةِ اثنتين وثلاثينَ.

مِن مآثره: الجامعُ الجديدُ بشاطئِ مصرَ، والمدرسةُ النَّاصريَّةُ بين القصرينِ، وخانقاه الصوفيةِ بسرياقوسَ، وبمكةَ المآثرُ الكثيرةُ، وكذا بالمدينةِ الشَّريفة، كإنشاءِ منارةٍ رابعةٍ، وزيادَةِ رِواقينِ من جِهَةِ القِبلةِ على هيئةِ الأروقَةِ القديمةِ متِّصلَينِ بمؤخَّرِ المسجدِ، فاتَّسعَ السقفُ بهما، وعمَّ نفعُهما، سيَّما منعَ وصولِ المطرِ غالبًا لِمَنْ يكونُ بالمسقَفِ القديمِ، ثمَّ تجديدِ الرِّواقَيْنِ اللَّذَينِ عن يمينِ صحنِ المسجِدِ، وشماله قبلَ ذلك، وترجمتُهُ محتَمِلَةٌ للبَسْطِ، وقد ذَكَرَهُ المجدُ، وبَيَّضَ.

٣٨٦٠ - محمَّدُ بنُ قيسِ بنِ مَخرَمةَ بنِ المطَّلبِ [أو] ابنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ عبدِ مَنافٍ (١).

حجازيٌّ، أخو عبدِ الله الماضي.


(١) "الطبقات الكبرى" ٥/ ٢٤٠، و "الإصابة" ٣/ ٤٧٦، ذكره في القسم الثاني.