للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له: إنَّهُ أقرأَ القراءاتِ بالحرمينِ، وأفادَ، وكانَ ضنينًا بعلمِه، وخلَّفَ جملةً مِن الكتبِ والدُّنيا، ولم يعملْ فيها خيرًا، بل هلكتْ بعدَه، ولم يُنتفعْ به ولا بها.

وقالَ الزَّينُ العراقيُّ: إنَّه برعَ في النَّحوِ والقراءاتِ، والحديثِ والفقهِ، وكانَ جامعًا لعلومٍ، وقرأتُ عليه عشرَ خَتْمات لأبي عمروٍ، وابنِ كثيرٍ، ونافعٍ، وعنه أخذتُ. زاد غيره: وقرأَ عليه أبو بكرِ بنُ قاسمِ بنِ عبدِ المعطي خَتْماتٍ لهؤلاء، ولابن عامرِ. وحَدَّثَ عنه أبو اليُمْنِ الطبريُّ.

وتزوَّجَ رُقيَّةَ ابنةَ الإمامِ الشِّهاب الحنفيِّ، واستولى الضِّياءُ على تركتِه بوصيةٍ منه. وقد جاورَ بمكةَ مُدَّةً، وتأهَّلَ فَيها، حتَّى ماتَ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ اثنتين وخمسين وسبع مئةٍ، ودُفنَ بالمعلاةِ قريبًا مِن الفُضيلِ بنِ عياضٍ، وقيلَ: سنة إحدى، وقيلَ: ثلاث، والأوَّلُ أصحُّ.

وتحوَّلُ ما في السِّراجِ الدَّمنهوريِّ مِن الألقابِ إلى هنا.

٣٠٩١ - عمرُ بنُ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ أبي بكرِ بنِ محمَّدٍ، السراجُ، أبو حفصِ ابنُ الشَّمسِ، الحلبيُّ الأصل، الدِّمشقيُّ (١).

الخواجا ابنُ الخواجا، ويُعرف بابن المُزَلِّق، بضمِّ الميم، وفتحِ الزَّايِ، وكسرِ اللام المشدَّدة. لمَّا خربتْ عينُ المدينةِ النبويةِ (٢)، وسُئِلَ الظاهرُّ طَطَر في عمارتِها، أرسل صاحبَ التَّرجمةِ بخمس مئةِ دينارِ لعمارتها، ومدحَهُ الزَّينُ ابنُ عَيَّاشٍ مقرئُ


(١) "الضوء اللامع" ٦/ ١٢٠.
(٢) هي العين الزرقاء.