للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٤٢٦٨] منيفٌ، الزَّينُ السّيِراجيُّ

أحدُ خُدَّامِ المسجدِ النَّبويِّ، ممَّنْ سمعَ مني بالمدينةِ.

[٤٢٦٩] مُنيفُ بنُ شِيحةَ بنِ هاشمِ بنِ قاسم، عزُّ الدِّينِ أبو الحسنِ الحُسينيُّ (١)

أميرُ المدينةِ، وجَدُّ المنايفةِ، الماضي نسبُه في جمَّازٍ (٧٣٢)، وأمُّهُ فاطمةُ ابنةُ منيفٍ الوَحاحيةُ، كانَ أخوه عيسى أظهرَ له ولأخيهما الآخرِ جمَّازٍ الكراهيةَ، وأخرجَهما من المدينةِ، ومنعَهما مِن دخولهِا، فاتَّفقا على خلعِه، وأعملا الحِيلةَ في ذلك، فكاتبَا وزيرَه، -وهو من العنانيين- بذلك، فأمرَهما بالقدومِ عليه، واحتالَ لهما حتَّى أدخلَهما الحِصنَ العتيقَ ليلًا، ولم يكنْ يومئذٍ للأمراءِ حصنٌ غيرُه، فقبضَا على أخيهما عيسى، وقيَّداه، وأصبحَ منيفٌ حاكمَ المدينة، وذلك في سنةِ تسعٍ وأربعين وستِّ مئةٍ، وصارَ أخوه جمَّازٌ يؤازرُه، ويساعده، حتَّى ماتَ سنةَ سبعٍ وخمسين وستِّ مئةٍ، فوليَها جمَّازٌ، ولم ينازعْه أخوهما عيسى. قالَ قاضي المدينةِ سنانُ: إنَّه طلعَ له لمَّا خرجتِ النَّارُ شرقيَّ المدينةِ، فأعتقَ كلَّ مماليكِه، وردَّ المظالمَ، وأبطلَ المُكسَ، ونزلنا فبتنا في المسجدِ الشَّريفِ ليلتينِ، إلى آخرِ ما حكى، حسبَما نقلَه ابنُ فرحونٍ (٢)، ولم يلبثْ أنْ ماتَ، ووقعَ الحريقُ في أيَّامِه سنةَ أربعٍ وخمسين وستِّ مئةٍ.


(١) "المنهل الصافي" ٤/ ١٩٣، "ذيل مرآة الزمان" ١/ ٤، "النجوم الزاهرة" ٧/ ١٦.
(٢) "ذيل الروضتين" ٢/ ١٠٨، "نصيحة المشاور"، ص: ٢٤٧، "وفاء الوفا" ١/ ١١٦.