للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

علانيةً وسرًا، ويُنفقُه خُفيةً وجهرًا، ويتَّخذُهُ عندَ الله الكريمِ ذُخرًا.

وكانَ الخُضَريُّ والعادليُّ في السُّكنى متعادِلَينِ مُتَجاوِرَينِ، وعلى فِعلِ الحسنى متعاوِنَينِ مُتوازِرَينِ. تُوفِّي رحمَهُ الله قبلَ السَّبعِ مئةٍ (١).

٣٢٨٩ - كافورٌ الجلدكِيُّ.

شِبلُ الدَّولةِ، أحدُ الخُدَّامِ بالمسجدِ النبويِّ. أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ (٢).

٣٢٩٠ - كافورٌ، شبلُ الدَّولةِ المُظَفَّرِيُّ.

شيخُ الخُدَّامِ بعدَ عزيزِ الدَّولةِ، ويُعرف بالحريريِّ.

قالَ ابنُ فرحونٍ (٣): كانَ مِن أحسنِ النَّاسِ شَكالةً، وأتمِّهم كمالًا، مُهابًا، قد ملأَ قلوبَ الشُّرفاء رُعْباً، وإذا انكسرَ قنديلٌ، أو وقعَ تجصيصٌ يصيحُ حينَ وقعتِه صيحة يُغلبُ عليها، يرتجفُ أهلُ المسجدِ مِن قوَّتِها وعظَمِ مبلغِها.

وكانَ يقولُ: إنه توأم، ماتُ أخوه بعدَ أن ولدتهُما أمُّهما، وكانَ له على الأميرين سلّارٍ، وبيبرسَ الجاشنكير إدلالُ تربيةٍ، حتَّى إنَّهما لما حَجَّا والَوه أحسنَ الموالاةِ، فكلَّمهما في بناءِ المنارةِ التي ببابِ السَّلامِ اليوم، فأنعَما، ثمَّ إنَّه خشيَ أنَّهما يشتغلان بِمُلكِهما عن ذلك، أو يستثقلانِ النَّفَقَةَ على عمارتِها، فقالَ: أنا لا أطلبُ منكما مالًا، عندي مِن القناديلِ الذَّهبِ والفضَّةِ ما يقومُ بها وزيادة، فأنعَما له بإرسالِ الصُّنَّاع،


(١) تحرَّفت في الأصل إلى: التسعمائة.
(٢) "نصيحة المشاور" ص ٦٣.
(٣) "نصيحة المشاور" ص ٤٢ - ٤٤، بتصرُّف.