للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقالَ فيه ابنُ فرحونٍ (١) ما مُلَخّصُه: إنَّه أقام بالمدينةِ مدّةً طويلة، ولسَكن الحُجرةَ التي هي مَسكنُ الأولياءِ والأَخْيارِ برباط دَكَّالة (٢)، وكانَ مِن كبارِ الأولياءِ المُتَحَلِّين بالعلمِ والعملِ والزهدِ، وذَكرَ أنه قرأَ عليه الفرائضَ والحساب، ثم انتَقَلَ إلى مكةَ، فأقامَ بها على عبادةٍ وكثرةِ طوافٍ، حتَّى إنَّه لا يَكادُ يوجد إلا فيه. يعني: الطواف.

وذُكر أنّه طاف يومًا ثمّ خَرَجَ من الطَّوافِ، ودَخَلَ دِهْليزَ الفقيهِ خَليلي -يعني المالكيَّ- عند بابِ إبراهيمَ، ثم دَعَا بفِراشٍ، واستقْبَلَ القبلةَ ثمَّ قَفَى، وذلك في رمضانَ سنةَ ثمان عشرةَ وسَبْعِ مئة، وصلَّى عليه القاضي نجمُ الدِّين (٣)، وكانت جنازتُه حافِلة جدًا لم يُرَ مثلُ ما اجتمعَ فيها، ورُؤي نَعْشُهُ وهو محمولٌ على رؤوسِ الأصابعِ، والكَفَنُ قد اسودَّ من كثرةِ لمسِ النَّاسِ له بأيديهم. ذكرَه الفاسيُّ (٤).

١٣٣٤ - السَّائبُ بنُ عُبَيدِ بنِ عبدِ يزيدَ بنِ هاشمِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عبدِ مَنافٍ، المطَّلبيُّ (٥).

جَدُّ الإمامِ الشافعيِّ، وابنُه شافعٌ وكانا صحابيين (٦)، والسَّائِبُ كان ممّن يُشَبَّهُ


(١) "نصيحة المشاور" ص ١٢٦.
(٢) بفتح أوَّله وتشديد ثانيه، وهو يُنسب إلى بلدٍ بالمغرب يسكنه البربر. "معجم البلدان" ٢/ ٤٥٩.
(٣) محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ أحمدَ الطَّبريُّ، المكيُّ، أحدُ الفقهاء الفضلاء، وليَ قضاءَ مكَّةَ مدَّةً تزيد على خمسة وثلاثين عامًا، توفي سنة ٧٣٠ هـ. "العقد الثمين" ٢/ ٢٧١.
(٤) "العقد الثمين" ٤/ ٥٠٣.
(٥) " الاستيعاب " ٢/ ١٤١، و"الإصابة" ٣/ ٢٣.
(٦) في المخطوطة: وكان صحابيان، وهو خطأ.