للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٤١٢٥] مسعودُ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ عبد الرحمنِ الرَّكراكِيُّ ثم المصمُودِيُّ المغربيُّ المالكيُّ (١)

نزيلُ المدينةِ وأوحَدُ القاطنين بها، وُلِدَ تقريبًا في سنةِ ثلاثٍ وخمسين بتاغزوتَ من سواحلِ مدينةِ آسفي (٢) بني ماجرَ، واشتغلَ بتلك النَّواحي في الفقهِ والعربيَّةِ والصَّرفِ، ففي الفقهِ على جماعةٍ أجلُّهم عليُّ بنُ حسنٍ الحُويرِيُّ، وفي الآخرَينِ على يحيى الراشديِّ القادمِ للمدينةِ النبويةِ فأقامَ بها نحو سنتَينِ وهو الآن حَيٌّ، وفيها كُلَّها على محمَّدٍ الجزوليِّ، قال: وكان صالحًا مُنَوَّرًا وارتحلَ لِتُونُسَ فأخذَ بها عن يُوسُفَ الأندَلُسِيِّ وأحمدَ حُلُولو ومحمَّدٍ اليَثكَنُوسِيِّ في آخرين كُلُّ هذا بعد موتِ والدِه وحياةِ أُمِّهِ، وكان أبوه وجُملَةٌ من أسلافِهِ ممَّن لهم عِنايَةٌ بالعِلمِ وتَرَكَ كُتُبًا كثيرةً لم يصحَبها معه كما أنَّهُ لم يصحَب كُتُبًا وَرِثَها من قريبٍ له بِمُرَّاكِشَ كما أنه تركَ كُتُبًا بأطرابُلسَ المغرِبِ، واستمَرَّ يتنَقَّلُ إلى أن وصَلَ لِمصرَ عابِرَ سبيلٍ، ومنها سافرَ مع الرَّكبِ الموسِمِيِّ للحَجِّ، ثم قَطَنَ المدينَةَ، لَقِيَنِي بها أوَّلًا فقَرَأَ عليَّ "مُوطَّأَ" إمامِه قِرَاءَةَ تدبُّرٍ واستيضاحٍ، وكذا "الشَّمائِلَ" للتِّرمِذِيِّ، ومن تصانيفيَ "القولَ البديعَ" وغيرَه وألفِيَّةَ العراقِيِّ بحثًا وغيرَها، وهو فاضِلٌ مُفَنَّنٌ مُتَمَيِّزٌ في العَرَبِيَّةِ والفِقهِ مُستَحضِرًا لمِذهَبِهِ مع التوجُّهِ والانجماعِ وكَثرَةِ الصَّمتِ والتَّقلُّلِ والطَّيِّ غالبَ الدَّهرِ.


(١) "الضوء اللامع" ١٠/ ١٥٦. وهو فيه: مسعود بن علي بن أحمد، "إرشاد الغاوي" ١٠٢١.
(٢) إحدى مدن المغرب الساحلية على المحيط الأطلسي "معجم البلدان" ١/ ٢١٥.