للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٤٢٢٧] المغيرةُ بنُ شُعبةَ بنِ أبي عامرِ بنِ مسعودِ بنِ معتبِ بنِ مالكِ ابنِ كعبِ بنِ عمروِ بنِ سعدِ بنِ عوفٍ، أبو عيسى أو أَبو محمَّدٍ، أو أبو عبد الله، الثَّقفيُّ (١)

صحابيٌّ مشهورٌ، أسلمَ قبلَ عُمرَةِ الحُديبيةِ، وشهدَها وبيعةَ الرِّضوان، وشهدَ اليمامةَ، وفتوحَ الشَّامِ والعراقِ، وولَّاه عمرُ البصرةَ، ففتحَ همَذانَ، وعدَّةَ بلادٍ، وكانَ أوَّلَ مَنْ وضعَ ديوانها، وأوَّل مَن سُلِّم عليه بالإمرةِ، ثمَّ ولَّاه الكوفةَ، وأقرَّه عثمانُ، ثمَّ عزلَه، فلمَّا قُتلَ اعتزلَ القتالَ، إلى أنْ حضرَ معَ الحكَمين، ثمَّ بايعَ معاويةَ بعدَ اجتماعِ النَّاسِ عليه، ثمَّ ولَّاه الكوفةَ، فاستمرَّ على إمرتِها حتَّى ماتَ سنةَ خمسينَ عندَ الأكثرِ، ونقلَ فيه الخطيبُ الإجماعَ، وفيهم ذكرَه مسلمٌ (٢).

وكانَ مِن دُهاة العربِ، لو أنَّ مدينةً لها ثمانيةُ أبوابٍ، لا يُخرَجُ من بابٍ منها إلا بالمكرِ، لخرجَ منها كلِّها. قالَ الطَّبريُّ: كانَ لا يقعُ في أمرٍ إلَّا وجدَ له مخرجًا، ولا يلتبسُ عليه أمرانِ إلا أظهرَ الرَّأيَ في أحدِهما.

وأخرجَ ابنُ شاهين من طريقِ كثيرِ بنِ زيدٍ، عن المطِّلبِ -هو ابنُ حَنْطَبٍ- عن المغيرةِ قال: كنتُ آتي بابَ عمرَ، فأجلسُ أنتظرُ الإذنَ، فقلتُ ليرفأَ حاجبِه: خذْ هذه العمامةَ فالبسها؛ فإنَّ عندي أختَها، فكانَ يأذنُ لي أنْ أقعدَ مِن داخلِ الباب، فمَنْ رآني قالَ: إنَّه ليدخلُ على عمرَ في ساعةٍ لا يدخلُ غيرُه.


(١) "أسد الغابة" ٤/ ٤٧١، "الإصابة" ٣/ ٤٥٢.
(٢) "الطبقات" ١/ ١٧٣ (٢٥٤).