للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القلعةِ، فبعثَ معَ الموسمِ شخصينِ أشقرينِ شقِّيينِ، فقتلاه، وانتقلَ إلى رحمةِ اللهِ شهيداً، وباءَ بذنبهما، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (١)، ذكره ابن فرحون (٢). وذكره المجدُ (٣)، فقال: استقَّر في إِمرةِ المدينةِ بعدَ مانعِ بنِ عليٍّ، لكونِه المقدَّمَ على جماعتِه من بعدِ وفاةِ طُفيلٍ، وذلكَ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ تسعٍ وخمسين، فجرَى في أحكامِه على الشَّدّ حتَّى خرجَ عَن الحَدّ، ودانَتْ له الباديةُ والحاضرة، وكانَ خَليقاً للمُلك، شَهْماً شُجاعاً، وافرَ الحُرمة، عظيمَ الهيبة، ظاهرَ الجَبروت. هذا، وغالبُ أيَّامِه كانَ مريضاً، ومدَّةُ ولايتِه ثمانيةُ أشهرٍ وعشرةُ أيامٍ، ثُمَّ قُتِلَ على يدِ فِدائيينِ، جُهِّزا معَ الرَّكبِ الشَّاميِّ لذلك، في حادي عشر ذي القَعدةِ، سنةَ تسعٍ وخمسين وسبع مئةٍ، واستقرَّ بعدَه أخوه عطيَّةُ.

٧٤١ - جَمَّازُ بنُ هبةَ بنِ جمَّازِ بنِ منصورٍ، الحسينيُّ، الجَمَّازيُّ، المنصوريُّ (٤).

حفيدُ الذي قبلَه، وأخو هَيَازع الآتي (٥).

وَلِيَ إِمرةَ المدينةِ ووصلَها في ذي القعدةِ سنةَ ثلاثٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ، ومعَه المرسومُ بذلكَ، فامتنعَ نُعيرُ بنُ منصورٍ مِن تسليمِها له، فوقعَ بينهما - معَ دخولِ الرَّكبِ الكَرَكي إليها - قتالٌ، فطُعِنَ نُعَيرٌ، وانهزمَ أصحابُه، فدخلوا الدينةَ، وأغلقوا أبوابَها، فأحرقَ جمَّاز الأبوابَ وقتَ أذانِ المغربِ، ودخلَها صبيحةَ يومِ الجمعةِ ثالثِ


(١) سورة الشعراء، آية: ٢٢٧.
(٢) "نصيحة المشاور" ص ٢٢٨ - ٢٢٩.
(٣) "المغانم المطابة" ٣/ ١١٨٦ - ١١٩٠.
(٤) "إتحاف الورى" ٣/ ٤٦٣.
(٥) ترجمته في القسم المفقود من الكتاب.