[أقولُ (١): ومولدُهُ في عامِ وفاةِ أبيه سنةَ ستٍّ وثمانين، وكتب واشتغلَ في الفقه عَلى إمامِ الحنفيّةِ الشَّيخ محمدٍ الخُجَنْدِيِّ وقريبِهِ، … جلال والشَّيخِ مجد الدِّينِ الزَّرَنْدِيِّ، ولازمَ في القراءاتِ الخطيبَ شمسَ الدِّينِ، وزينَ الدِّينِ القَطَّان، حتى قرَأَ عليه عدةَ ختماتٍ للثلاثةِ عشرَ، وعلى الشَّيخِ محمدٍ البَسْكَرِيِّ للعشرةِ، وأجَازَاه بإقرائِهَا، فاشتهرَ بها، وانتفعَ النَّاسُ به فيها، ودرس في الفقه وغيرِهِ، ورحلَ إلى الشَّامِ في سنةِ ٩١٥ واجتمعَ بالسَّيد عليِّ بنِ ميمون في بلادِ الرُّومِ، بِبُرصا، وعادَ معه إلى الشَّامِ صُحبةَ الشَّيخِ علوانَ الحمويِّ، ثُم رجعَ لبلدِهِ، وأقامَ بها ثلاثَ سنين، وأخذ فيها على الشَّيخِ عُمرَ المسيليّ المغربيّ في الأصلين وعلمِ الكلامِ كتبًا، ثُم رحلَ إلى الشَّامِ ثانيًا عامَ عشرين وتسع مئةٍ بعد، وقامَ شيخُه فلازم تلميذه الشيخ محمدٍ بن عراق، وأقامَ عندَهُ خمسَ سنين، وهو مُلازمُ العبادةِ والزّهادةِ والذّكرِ والأورادِ والخلوةِ، وعادَ معه للمدينةِ الشَّريفةِ، فعادت عليه بركتُه واشتهر ملازمته، ودَرَّسَ بإشارتِهِ، نفعَ اللهُ به، وأعادَ علينا من بركتِهِ، وهو لطيفُ العشرةِ، طارحُ الكلفةِ].