للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[[٤٥٩٤] يحيى أبو زكريا]

شيخٌ مغربيٌّ صالحٌ مقرئٌ ساكنٌ، جاوَرَ بالمدينةِ ثُمَّ رَحَلَ إلى مَكةَ، وتصدَّرَ فيها للقراءاتِ وتزوَّجَ بِهَا، ذكرَهُ ابنُ صالحٍ.

[٤٥٩٥] يحيى التونسيُّ المالكيُّ

صَحِبَ النَّجمَ الأصفهانيَّ شيخَ مكةَ وترافَقَ مَعَهُ من إسكندريةَ بعدَ اجتماعِهِمَا عَلَى أبي العبّاسِ المرسيِّ، وكَانَ مَا سبقَ في عَبدِ الحميدِ الموغانيِّ (٢٢٠٠)، وعَاشَ الشيخُ يَحيَى بَعدَ عبدِ الحميدِ مُدَّةً طويلةً، وكَانَ حَسَنَ المحاضرةِ يقعُ مجلسُهُ بإنشادِ الشعرِ الرقيقِ والحكاياتِ الغريبةِ والأمثالِ المستظرفةِ من غيرِ معرفةٍ بالعربيةِ، بل كَانت الفصاحةُ لَهُ سَجِيَّةً، وكَانَ من أكرمِ النَّاسِ فقيرَ الذاتِ ينفقُ مَا بيدِهِ، فإذَا أفنى اقترضَ الألفَ والألفين ثُمَّ يقضي قضاءً جميلًا، وكَانَ لَهُ مُعتَقِدُون، ورُزِقَ حَظوَةً عِنْدَ القُضاةِ وأكابرِ النَّاسِ لِظَرفِهِ وحُسنِ أخلاقِهِ ومحاضرتِهِ، ونابَ في الإمامةِ والخطابةِ عن القَاضِي شرفِ الدينِ ابنِ الأميوطيِّ، وكَانَت خطبَتُهُ كلامًا مُلفَّقًا بدونِ ترتيبٍ فيحمَلُ في ذَلكَ عَلَى السَّذاجةِ، وعَاشَ دهرًا حَتَّى صَارَ لا يقدرُ عَلَى حبسِ الإراقةِ ولو كَانَ في المسجدِ، وقَالَ لَهُ بعضُ الخُدامِ: أتعَبتَنَا بغسلِ موضِعِكَ من المسجدِ، فَقَالَ لَهُ: وهَلْ تأخذونَ الجامِكِيَّةَ (١)


(١) الجامكية جمع جامك وهي الرواتب عامة. انظر "المدينة في العصر المملوكي" ص: ٢١٢.