للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٤٦٧٤] يَعْقُوبُ المغربيُّ الشَّرِيفُ

كَانَ لهُ فِقهٌ وعِلمٌ واشتِغَالٌ، وعليهِ هَيبَةٌ وجَلالَةٌ، وإذا رأيتَهُ ملأَ عَينَيكَ بِشرًا مِن نظافَتِهِ وجمالهِ وعِزَّتِهِ، أقامَ بالمدينة سِنِينَ كَثِيرَةً بالمدرسةِ الشِّهابِيَّةِ، وكانَت لهُ غَيرَةٌ عظيمَةٌ على أهلِ السُّنَّةِ، لا يزالُ يُنكِرُ المُنكَرَ، ويَتَعَرَّضُ لأهلِ البِدَعِ، فيأخُذُ فيهم بِلِسَانِهِ فيُسَفِّهُهُم ويحُطُّ عليهم (١)، وكانَ الوقتُ لَيِّنًا على رجالِ (٢) أهلِ السُّنَّةِ لا يتمكَّنونُ فيه مِنَ القِيامِ بِالحَقِّ كاليَومَ.

وكانَ في أيَّامِهِ شخصٌ من كبارِ الإماميَّةِ يقال له: يعقوبُ بنُ الصَّفِيِّ يَقِفُ في وَسَطِ الرَّوضَةِ ويقولُ بأعلى صوتِهِ:

إِنْ كانَ رَفْضًا (٣) حُبُّ آلِ محمَّدٍ … فَليَشهَدِ الثَّقَلانِ أنِّي رافِضِيّ

في أمثالِ هذا من التَّعَصُّباتِ الَّتِي يفزَعُ منها أهلُ السُّنَّةِ، وله أَعْوانٌ على ذلك، فأنكرَ عليهِ صاحبُ الترجمةِ وباحَثَهُ وخَطَّأَهُ في مَسَائِلَ بَحَثَ فيها، ورُفِعَ الأَمْرُ إلى الأميرِ مَنْصُورٍ، فَرُفِعَ الشَّرِيفُ ورُمِيَ في الجُبِّ، ولم يخرِجُوهُ منهُ حَتَّى غرَّمُوه ألفَ دِرهمٍ، وكانَ لا مالَ له فَضَيَّقُوا عليهِ ونَكَّلُوا بِهِ وتَشَفَّوا مِن أهلِ السُّنَّةِ، فجُمِعتْ له غَرَامَتُهُ ودُفِعَت إليهم.


(١) في "نصيحة المشاور" ص: ٩٢: "منهم".
(٢) في "نصيحة المشاور" ص: ٩٢: "على حال".
(٣) في الأصل: "رفضي"، والتصويب من "نصيحة المشاور" ص: ٩٢: "منهم".