للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكره المجدُ، وسمَّى أباه عبدَ الله، فقال (١): الواعظُ اللافظ، البارعُ الفارع، أحدُ الصُّلحاءِ العُبَّاد، وأحدُ النُّبهاءِ الزُّهَّادَ.

نشأَ ببلادِ خُوارزمَ وما والاها، وتسنَّمَ ذُرى الفضائلِ السَّنِية وعَالاها، وسلكَ هنالكَ أسلوبَ الوعظِ والتَّذكير، وصعودَ المنابرِ للتَّحديثِ والتَّفسير، بحُسنِ التَّعبيرِ والتَّحبير.

ثمَّ جعلَ المسافرةَ أقصى سُؤْله، واختارَ المهاجرةَ إلى الله ورسولِه، فقدِمَ لجِوارِ المدينةِ، بأوقار (٢) من الحِشمة والسَّكينة، وملازمةِ العِبادةِ والدِّيَانة، والعِفَّةِ والصِّيانَة، واتِّباعِ السُّنَّةِ إلى الأمَدِ الأقصى، والاقتداءِ بها بحيثُ لم يتركْ في شريطتِه نقصا، لم يَشِنْ حُسنَ طريقتِه ارتباك، ولم يَعْنِهِ في موضعِ الجميلِ تَلَجْلُج والتِبَاك، فهو ما بينَ مُصَلٍّ وذاكر، وتالٍ وباك، مُلازمًا لآخرِ الصَّفِّ الأوَّلِ مُلتصقٌ بالشُّبَّاك، هذا مع النَّفسِ الزَّكيةِ النَّفيسة، والِهمَّةِ العَليَّةِ الرَّئِيسة، والأخلاقِ الرَّضِيةِ الأنيسة، ومعَ المُحاضرةِ الحُلوة، والمُداعبةِ في مسامرةِ الخَلوة، والنَّوادرِ المنزَّهةِ عن الغُلَواء في الغَلْوة (٣).

٣٤٢ - أحمدُ القطَّانُ، المؤذِّنُ.

أخو حسنٍ الآتي، ووالدُ محمَّدٍ الآتي، ويُنظر: أحمدُ بنُ قاسمٍ الماضي (٢٣٣)، فالظَّاهرُ أنَّه هو، ولكنْ يحرَّرُ ذلك معَ أحمدَ بنِ مسعودٍ الشَّكيليِّ.

٣٤٣ - أحمدُ المغربيُّ.


(١) " المغانم المطابة" ٣/ ١١٦٨.
(٢) جمعُ وِقر: وهو الحمل الثقيل. "القاموس": وقر.
(٣) أي: أنه بعيد عن الغُلوِّ في القول.