للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذلكَ لغُرَّةِ المحرَّمِ بعدَ دَفنِ عمرَ بثلاثةِ أيَّامٍ، فدامَت خِلافتُهُ اثنتَيْ عشرةَ سنةً.

هاجَت بهِ رؤوسُ الفِتنِ والشَّرِ، وأحاطُوا بهِ وحاصَرُوهُ، ليَخلَعَ نفسَهُ مِنَ الخِلافةِ، وقاتَلُوهُ قاتَلَهُم اللهُ، فصبَرَ وكفَّ نفسَهُ وعَبِيدَهُ، حتَّى ذُبِحَ صبرًا في دَارِهِ والمُصحفُ بين يديهِ، تَسوَّرَ عليهِ أربعةُ أنفسٍ، وزوجتُهُ نائلةُ عندَهُ في عصرِ يومِ الجُمعةِ، ثامنَ عشرَ ذِي الحجَّةِ، سنةَ خمسٍ وثلاثينَ عن اثنتَينِ وثمانينَ سنةً، ففازَ بالشهادةِ، وباؤُوا بالإِثمِ، وصلَّى عليهِ جبيرُ بنُ مُطعِمٍ، ودُفنَ بالبقيعِ بينَ العِشاءينِ في ثيابِهِ بدِمائِهِ، ولم يُغَسَّلْ، وعلى ضَريحِهِ قبةٌ عظيمةٌ (١)، وسِيرتُهُ تحتملُ مُجلدًّا، وهيَ مستوفاةٌ أو جُلُّها في "تاريخ دمشق" (٢)، وهو ثالثُ المدنيينَ الذِينَ في "مسلم" (٣).

٢٧١٩ - عثمانُ بنُ عليٍّ، المعروفُ بالزَّنْجِيليِّ (٤).

صاحبُ المدرسةِ بِمَكَّةَ (٥). تُرجِمَ -في مكتوبِ وقفِيَّتِهَا- بأميرِ الحرمَينِ، وتاريخُهُ سنةَ تسعٍ وسَبعِين وخمسِ مئةٍ، وكانَ نائبًا بعدنَ، للسُّلطانِ صلاحِ الدِّينِ يوسفَ بنِ أيُّوبَ، فلعلَّهُ فوضَ إليهِ الوِلايةَ عليهِمَا. خرجَ مِنَ اليمنِ فاَرًا مُتخوِّفًا مِنَ


(١) أزيلت جميعُ القباب للنَّهي الوارد عنها.
(٢) "تاريخ دمشق"، المجلد ٣٩.
(٣) "الطبقات" ١/ ١٤٥ (٣).
(٤) "البداية والنهاية" ١٢/ ٣٠٩، و"تاريخ ابن خلدون" ٥/ ٩٦.
(٥) المدرسة الزنجيلية هي المدرسة الزنجارية، أنشأها الأمير عثمان بن علي الزنجيلي المتوفى سنة ٦٢٦ هـ، وهي المعروفة بدار السلسلة بالجانب الغربي من المسجد الحرام. "الدارس في تاريخ المدارس" ١/ ٥٢٦.