للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَكِيمٍ ابنةُ عبدِ المطَّلِبِ بنِ هاشمٍ.

تزوَّجَ رُقيةَ ابنةَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قبلَ المبعثِ، فولدَت لهُ عبدَ اللهِ، وبهِ كانَ يُكنَى، وبابنِه عمروِ، وهاجرَ بِها إلى الحبشةِ، وخَلَّفَهُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَليهَا في غزوةِ بدرٍ ليُمرِّضَهَا، فتوُفِّيتْ بعدَ بدرٍ بليالٍ، وضربَ لهُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بسهمِهِ مِنها وأجرِهِ، ثُمَّ زوَّجَهُ بأُختِهَا أمِّ كلثومٍ.

بُويِعَ بالخلافةِ بَعْدُ، وقعدَ عليٌّ والزُّبيرُ وعبدُ الرَّحمنِ وسعدٌ يتشاورُون، فأشارَ عثمانُ على عبدِ الرَّحمنِ بالدُّخولِ في الأمرِ، فأبَى، وقال: إنِّي لستُ بالذِي أنافِسُكُم على هذَا الأمرِ، فإنْ شِئتُم اخترتُ لكمْ منكُم واحدًا، فجعَلُوا ذلكَ إليهِ، فقَامَ النَّاسُ كلُّهُم إليهِ، وأخذَ هُوَ في المشاورةِ تِلك اللَّيالي الثلاثَ، حتَّى كانَ في الليلةِ التِي بايعَ عثمانَ مِن غدِهَا، جاءَ إلى بابِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمةَ بعدَ هَدْءٍ منَ اللَّيلِ، فضربهُ، وقال: أراكَ نائمًا، واللهِ ما كحَّلتُ منذُ اللَّيلةِ بكثيرِ نومٍ، ادعُ لي الزُّبيرَ وسعدًا، فدعَاهما فشاورَهُما، ثَم أرسلهُ إلى عُثمانَ فدعاهُ، فناجاهُ، حتَّى فرَّقَ بينهُما [أذان الصبح] (١)، فلما صلَّوا الصُّبحَ اجتمَعُوا، وأرسَلَ عبدُ الرَّحمنِ إلى مَن حضَرَ مِن المهاجِرينَ والأنصارِ وأمراءِ الأجنادِ، ثُمَّ خطبَهُم، فحمِدَ اللهَ وأثنَى عليهِ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بعدُ؛ فإنِّي نظرتُ في أمرِ النَّاسِ، وشاورتُهم، فلم أجدْهُم يعدِلُونَ بعثمانَ، ثُمَّ قال: يا عثمانُ نبايعكَ على سنَّةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- والخلِيفتينِ مِن بعدِهِ؟ قال: نعمْ، فبايَعهُ عبدُ الرَّحمنِ، وبايَعهُ المهاجرونَ والأَنصارُ، وأمراءُ الأجنادِ والمسلمُونَ،


(١) ما بين معقوفتين ساقطة من الأصل. انظر: "تاريخ مدينة دمشق" ٣٩/ ١٩٢.