للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحرمِ قالَ: قالَ لِي يوماً بينَمَا قِدرتِي على النَّارِ، إذْ صَارَ أسفلُهَا مثلَ الغِربالِ، ينزلُ منهَا المَرقُ نزولَ المطرِ، فعلِمْتُ أنَّهَا مسحُورَةٌ، فقرَأْتُ علَيهَا كذَا وكذَا فزَالَ، واستوَى الطَّعامُ في الحَالِ.

وإذَا أَعَارَهُ أحدٌ كتاباً، وجاءَ يطلبُهُ، يدخلُ بيتَهُ ويفتِّشُ، ثُمَّ يخرجُ ويقولُ: كتابُكَ أُخِذَ مِنْ بَيتِي السَّاعَةَ، ولكنَّهُمْ سيرُدُّونَهُ قريباً، وهذَا شأنُهُمْ مَعِي فلَا تكنْ لهُ كئيباً، ولا تَعُدَّهُ غَريباً، ثُمَّ يَرجِعُ إليهِ فيعطِيه الكِتَابَ، ويقُولُ: هذا [هُو] قَد ردَّهُ إليَّ الأصحابُ، ومعَ ذلكَ كانَ كَثِيرَ الصَّلاةِ والصِّيامِ والعِبَادَةِ، عَظيمَ الانقطَاعِ إلى اللهِ قويَّ المُجَاهَدَة، عظيمَ الزَّهادةِ، وقدْ بُلينَا نحنُ بالآخرةِ بِصاحبٍ يجرِي معَ الشَّيخِ المذْكُورِ مَجْرَى الإخوانِ، وهوَ معهُ في عَالَمِ التَّخَيُّلِ كفَرَسي رِهان، يتوهَّمُ خُلوصاً فيوَاصِلُ، ويتخيَّلُ جسوماً فيعاصل (١)، فبينَ رَضْعهِ وفطامهِ طيفُ خَيالٍ، وبينَ نقصِهِ وتمامِهِ طوقُ ريالٍ، وبينَ احتراقِهِ والتئامِهِ فِكرة، وبينَ افتراقِهِ والتِحَامِهِ خَطْرةٌ.

وقال ابنُ صالحٍ: جاورَ بالمدينةِ حتَّى ماتَ، ودُفنَ هوَ وأخوهُ الزُّبيرُ شرقِيَّ قُبَّةِ إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ عليه السَّلام، وهو في "الدُّرَر" (٢) لشيخِنا.

٨٧٥ - الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ أبِي طَالبِ بنِ عبدِ المطَّلبِ، أبو محمَّدٍ الهاشِمِيُّ (٣).


(١) التعصيل: الإبطاء. "القاموس": عصل.
كذا في الأصل، وفي "المغانم": يتوهم حلوما فيواصل، ويتخيل حنبوصا فيفاصل. والحنبوص: الروغان.
(٢) ذكره في ترجمة أخيه حسين "الدرر الكامنة" ٢/ ٢٩.
(٣) "تهذيب الكمال" ٦/ ٢٢٠.