فها نحنُ أضحَينا بِطَيبَةَ كُلَّما … يمُرُّ حديثُ الصَّبرِ فيها على اللّأوا
نُرَدِّدُ ما قد قال من قبلُ عاشقٌ: … يَعِزُّ علينا أن نُفارِقَ مَن نَهوى
وأقرأَ هُناكَ بعضَ الطّلَبَةِ إلى أن حَجَّ، ورأيتُه بمكة ثم عاد إليها، ودخل مِصرَ والشَّامَ وحلبَ وغيرها، ورجعَ إليها مع الرَّكبِ الشاميِّ في سنةِ إحدى وتسعِ مئةٍ، كان الله له.
ويعرَفُ بابنِ طُبيخَةَ. ممّن نزلها وسمع في سنةِ سبعٍ وثلاثين "البخارِيَّ" على الجمالِ الكازرونيِّ، ووصفَهُ القارِئُ بالصَّدرِ الأَجَلِّ المُحتَرَمِ، وكان معه بنوه: محمَّدٌ وأبو البركاتِ وأبو السعاداتِ ومحمَّدٌ.
أحدُ رؤساءِ مُؤذِّنيها، ووالدُ أحمدَ أبي الجماعةِ، استقرَّ في الرياسةِ بُعيدَ القرنِ بعد مُباشَرَتهِ لها فِى قلعةِ الجبلِ بِمِصرَ، بحيثُ كان يقولُ: كنتُ مُلقَّبًا بالرِّياسَةِ للأبوابِ الشريفةِ مجازًا، فصرتُ ملقَّبًا بذلك حقيقةً، وبَلَغَنا أنّ المُقَرِّرَ له في رياسَتِه المدينةَ الملِكُ النّاصِرُ فَرَجٌ، فاللهُ أعلمُ.
وكان مُتَمَيِّزًا في الميقاتِ ومتعلَّقاتِهِ بحيثُ صَنَّفَ في ذلك، بل نظم قصائِدَ نبويَّةً قيل إنها تزيدُ على ألفٍ، ومنها ما أثبَتَهُ صاحِبُنا الشَّمسُ