ابنُ الشيخِ عليٍّ الصوفيِّ:
إذا لم تصفُ في خيرِ البقاعِ … فما تُغنِي الحياةُ بلا انتفاعِ
أتطلُبُ فوق هذا من مقامٍ … يَنالُ الخيرَ فيه كُلُّ ساعِ
فإن تَكُ صادقًا في الحُبِّ فالزَم … مُتابَعَةَ الأحِبَّةِ باتِّضاعِ
وبِع نفسًا تَفُز بالرِّبحِ يومًا … يحاسَبُ بالرَّعِيَّةِ كُلُّ راعِ
ونفسُكَ مِلكُهُم والفَضلُ منهم … إذا قَبِلوكَ من بعدِ امتناعِ
فهذا مَنزِلُ الغُفرانِ فانهَض … وبادِر قبلَ أن ينعاكَ ناعِ
فأنت نزيلُ مَن يُرجى لِيومٍ … يُجيبُ الخلقُ فيه أمرَ داعِ
نَبِيٌّ حَنَّت الأظعانُ شوقًا … إليه من ثَنِيَّاتِ الوداعِ
حبيبٌ شَرَّفَ الأفلاكَ مسرى … وفاقَ على الكواكبِ في ارتفاعِ
وكم من مُعجزَاتٍ ليس تُحصى … له منها مُخاطَبَةُ الذِّراعِ
فيا خيرَ الأنامِ أعِن (١) فقيرًا … بِنُورِكَ عند أهوالِ النِّزاعِ
عليكَ صلاةُ ربِّي كلَّ حينٍ … مُكَرَّرَةً إلى يومِ اجتماعِ
وقد نابَ في الخطابةِ والإمامةِ بالمدينةِ.
ورأيتُ إجازتَهُ للشريفِ محمودِ بنِ عادلٍ بقراءَتِه عليه القرآنَ مؤرَّخَةً سنةَ إحدى وعشرينَ، وقال: كتبه مُحَمَّدُ بنُ محمَّدِ ابنِ الخطيبِ، رئيسُ المؤذنِّينَ بالحَرَمِ الشريفِ النَّبويِّ.
(١) في هامش الأصل: "أغث".