للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٣٨٥٩] مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ مَالِكِ بنِ سَهْلِ بنِ مَالِكِ ابنِ أَحْمَدَ بنِ إبراهيمَ بنِ مالكٍ، أبو القاسمِ ابنُ الوزيرِ أبي عبد الله الأَزْدِيُّ الأندلسيُّ، الغَرناطِيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ، المِصْرِيُّ، المالِكِيُّ (١)

وهو بِلَقَبِهِ أشهرُ.

قال ابنُ فرحون (٢): وُلِدَ في سنة اثنتين وستين وستِّ مئةٍ، كان من بيتِ الوزارر بالأندلس، فلما تُوُفِّي أبوه تَخَلَّى عن القُرْبِ من أهلِ الإمارةِ واشتغلَ بنفسه، ووَرِثَ مالًا كثيرًا، وكان يَقْتَاتُ به ويُنْفِقُ منه، ولا يأكلُ من غيرِهِ ولو عُرِضَ عليه، وصار من أربابِ القُلُوبِ وأصحابِ العوارفِ والمعارفِ والعُكُوفِ على العبادَةِ والخيرِ، وهو الشيخُ العالمُ الوَرِعُ الزاهدُ المُقْرئُ النَّحْوِيُّ المُتَفَنِّنُ المُحَدِّثُ الإمامُ الفَلَكِيُّ، صَحِبتُه فلم أَرَ أحدًا وصلَ إلى مقامِهِ في التَّوَجُّهِ والمحافظةِ على أوراده وصيامِهِ وقيامِهِ، مَعَ أنَّهُ مع ذلك رُحْلةٌ في الفقهِ، له يَدٌ طُولى في علمِ الهيئة، لم يَلْحَقْهُ فيها إلَّا القليلُ، وكان يُقْسِمُ لي بالله أَنَّهُ ما ازدادَ بعلمِها في الله إلَّا يَقينًا، وله مقاماتٌ لا يَصِلُ إليها (٣) من أهلِ المجاهَدَةِ إلَّا من سَبقَتْ له العنايةُ الأزليَّةُ والمواهبُ العَلِيَّةُ، نزل مَعِي بِمِنىً وكان لا يترُكُ قيام الليلِ في سَفَرٍ ولا حَضَرٍ، فقام فى تلك الليلهَ بمنى على عادَتِهِ، فَلَمَّا أصبحَ طلبْتُ منه "مناسكَ الحَجِّ"


(١) "معجم الشيوخ" للذهبي ٢/ ٢٧٢، "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٨٨، "الدرر الكامنة" ٤/ ١٧٨.
(٢) "نصيحة المشاور" ص ٩٠.
(٣) في الأصل: "عليها".