للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شيخُ الخُدَّامِ، سيأتي له حكاية معَ الثَّناءِ عليه في: هارونَ بنِ عمرِ بنِ الزغب (١).

١٧١١ - صوابٌ، الشَّمسُ المُغِيثيُّ (٢).

أحدُ خُدَّامِ المسجدِ النَّبويِّ، كانَ فائقًا في دينِه ووَرَعِه، ولذا كانَ أوَّلَ مَنْ يأخذ المحطَ (٣) مِن خَدَمة المسجدِ ويُعلِّقُ قناديلَه، وأوَّلُ مَن يشقُّ [طريقَهُ] إلى المسجدِ مِن المُصلِّين، ولزمَ أسطوانةَ المهاجرين، وهي الثَّالثةُ مِن أسطوانةِ التَّوبةِ عندَ المحقِّقين، حتَّى عُرِفَ بها، وكانَ إذا جاءتْ نوبتُه في الخدمةِ يصنعُ الأطعمةَ الكثيرةَ والألوانَ الفاخرةَ، ويدعو لها مَن عرفه، ومَن لم يعرِفْه، وكذلكَ كانَ يفعلُ جميعُ الخدَّام خلا أنَّهم يتفاضلون بحسبِ السَّخاءِ، يريدون بذلكَ وجهَ الله تعالى.

ذكرَه ابنُ فرحونِ (٤)، وأنَّه قامَ معهم بعدَ وفاةِ والدهم في تحريضِ شيخِ الخُدَّامِ: ظهيرِ الدّين (٥) على كفِّ منصورِ الأميرِ بالبلدِ عن ميلِه معَ مَن سعى عندَه في وظائفِهم كسُبع سيده بالمال، وقال: والله لا يصلُ هذا اللعينُ إلى وظيفتنا، ولا يقرأ فيها أبدًا إلّا أنْ يُفعلَ بي كذا وَكذا، فكفَّ،


(١) ترجمة هارون في القسم المفقود من الكتاب.
(٢) "نصيحة المشاور" ٥٦، و"المغانم" ٣/ ١٢١٩.
(٣) تمحيطُ الوَتَرِ: أن يُمرَّ عليه الأصابع لتصلحه. "القاموس": محطَ.
(٤) "نصيحة المشاور" ٥٤.
(٥) ظهيرُ الدِّينِ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ منعةَ البغداديُّ، ت ٨٠٧ هـ. "شذرات الذهب" ٦/ ١٧.