للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ماتَ بحلبَ (١). وكانَ آدمَ، شديدَ الأُدمَة (٢)، نَحيفًا طُوَالًا، أجنأَ (٣)، له شَعرٌ كثيرٌ، خفيفُ العارضينِ (٤)، به شمَطٌ كثيرٌ. ويقال: إنَّه رأى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المنام، وهو يقولُ له: ما هذهِ الجَفوةُ، أمَا آنَ لك أنْ تزورَني؟ فانتبَه، وركِبَ راحلتَه حتَّى أتى المدينةَ، فذُكِرَ أنَّه أّذَّنِ بها، فارتجَّتِ المدينةُ، فما رُئِيَ يومٌ أكثر باكيًا بالمدينةِ مِن ذلكَ اليومِ، حكاها ابنُ الأثير (٥)، وأنَّه وردَ في خبرٍ: أنَّه لمَّا قدِمَها، قال له الحسنُ والحسينُ: نشتهي أنْ تُؤذِّنَ في السَّحَرِ، فعَلا سطحَ المسجدِ، فلمَّا قالَ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ارتجَّتِ المدينةُ، فلمَّا قالَ: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، زادتْ رَجَّتُها، فلمَّا قالَ: أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله، خرجَت النِّساءُ مِن خُدورِهنَّ، فما رُئِيَ يومئذٍ أكثرُ باكيًا وباكيةً مِن ذلكَ اليومِ، انتهىَ. وهو في "الصَّحيحين" (٦)، وهو أوَّلُ مَن أَذَّنَ في الإسلامِ، وامرأتُه هندُ الخولانيةُ (٧).

٦١٥ - بِلاُل بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ، القُرَشيُّ، العَدَويُّ، المَدنيُّ (٨).


(١) إنَّ الذي مات بحلب أخوه خالد، انظر: "تهذيب الكمال" ٤/ ٢٩١.
(٢) شديد السواد.
(٣) أجنأ: أحدب الظهر. "القاموس": جنأ.
(٤) العارض: صفحة الخدِّ. "القاموس": عرض.
(٥) في "أسد الغابة" ١/ ٢٤٤ - ٢٤٥، وقال الذَّهبيّ: إسنادُه ليِّن، وهو منكر. انظر: "سير أعلام النبلاء" ١/ ٣٥٨.
(٦) أخرج له البخاري في كتاب الصلاة، باب، (٥٠٦)، ومسلم في الصلاة، باب: بدء الأذان ١/ ٢٨٥ (٣٧٧).
(٧) من أهل داريا، انظر ترجمتها في: "تاريخ ابن عساكر" ٢٧/ ١٩٦.
(٨) الطبقات الكبرى" ٥/ ٢٠٤.