للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحُجرةِ النَّبوية، والأميرُ إذ ذاكَ قاسمُ بنُ مهنَّا، فأخبروه، فقالَ: ينبغي أنْ ينزلَ شخصٌ إلى هناك، فلم يروا هناكَ صالحًا لهذا الأمرِ إلا عمرَ النَّسائي شيخَ شيوخِ الصُّوفيةِ بالموصلِ، وكانَ إذ ذاك مجاورًا بالمدينة، فكلَّمُوه في ذلك، فذكرَ أنَّ به فتقًا، والرِّيحُ والبولُ يحوجُه إلى دخولٍ الغائط مِرارًا، فألزموه، فاستمهلَهم حتَّى يُروِّضَ نفسَهُ. ويقالُ: إنَّه امتنعَ مِن الأكلِ والشُّربِ، وسألَ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- إمساكَ المرضِ عنه (١) بقدرِ ما يبصرُ ويخرجُ، ثمَّ إنَّهم أنزلوه بالحِبالِ من الخُوخَةِ إلى الحفير الذي بناه عمر (٢)، ودخلَ منه إلى الحُجرَةِ، ومعه شمعةٌ يَستضيءُ بها، فرأى شيئًا من طينِ السَّقْفِ قد وقعَ على القبورِ، فأزاله، وكَنَسَ الترابَ بِلِحْيَتِهِ.

وقيلَ: إنَّه كانَ مليحَ الشَّيبةِ، وأمسكَ اللهُ عنه الدَّاءَ بقدرِ ما خرجَ من الموضعِ، وعادَ إليه.

٣٠١٥ - عمرُ بنُ حفصِ بنِ ثابتٍ، أبو سعيدٍ الأنصاريُّ (٣).

مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيه، وعنه: داودُ بنُ رُشَيْدٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاته" (٤).


(١) ووقع في نسخة من "الدرة الثمينة": بجاه النبيِّ، وهذا خلاف ما عليه سلف هذه الأمة، ومنهم أبو حنيفة وصاحباه، فقد ذكر ابن مودود الحنفيُّ في كتابه "الاختيار لتعليل المختار" ٤/ ١٦٤ عن أبي حنيفة رحمه الله وصاحبيه: (ويُكره أن يدعوَ الله إلا به)، ثمَّ شرحَ ذلك بقوله: (فلا يقول: أسألك بفلانٍ، أو بملائكتِكَ، أو بأنبيائك، ونحو ذلك؛ لأنَّه لا حقَّ للمخلوق على الخالق).
(٢) أي: عمر بن عبد العزيز، بناه حين كانَ أمير المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك.
(٣) "التاريخ الكبير" ٦/ ١٤٩، وفيه: أبو سعد، و"الجرح والتعديل" ٦/ ١٠٢.
(٤) "الثقات" ٨/ ٤٣٩ - ٤٤٠، لكن قال: مِن أهل الكوفة.