للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مجلسًا عمَرَه بالذِّكرِ والمدحِ، وعلى كلامِه في المنارةِ روحٌ، وقد باشرَ أمانةَ الحكمِ في أيامِ القاضي سراجِ الدِّين.

ونقلَ عنه ابنُ فرحونٍ في "تاريخه" (١) أنَّه قالَ: لو تُركتْ لي منارةُ بابِ السَّلامِ لكفيتُ أهلَ المدينةِ بها. قال: وهو الحقُّ؛ فإنَّ المدينةَ مِن جهةِ الشِّمالِ قليلةُ العَرضِ، وإنَّما امتدادُها وقوَّةُ عمارتِها، وكَثرةُ أبياتِها مِن جهةِ الغَرب.

وقالَ ابنُ صالحٍ: كانَ حسنَ الصَّوتِ، قديمَ الهجرةِ، سافرَ ورأى صالحين وأخيارًا وعلماء، وروى، وتميَّزَ بالوصفِ بالمؤذِّنِ مِن دونِ سائرِهم، وإنَّه ورثَ الأذانَ مِن آبائِه، وكانَ يُنشدُ مدحَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عقبَ ميعادِه الذي كانَ يقرأه بالرَّوضةِ تفسيرًا، وحديثًا، ورقائق، وانتفعَ النَّاسُ بميعادِه، وكذا كانَ يمدحُ في المنارةِ بصوتٍ حسنٍ بديعٍ مُطربٍ، قويٍّ، غريبٍ، وماتَ عن قريبِ السَّبعينَ.

وقالَ المجدُ (٢): محمَّدُ بنُ إبراهيمَ، المؤذِّنُ، المِصريُّ، النَّجَّارُ، المدَنيُّ الدَّار.

قدِمَ والدُه مِن مصر لما أُنْهي إلى الأبوابِ العالية أنَّه ليسَ بالمدينةِ مَنْ يُوثقُ به في معرفةِ الأوقات وتحريرِها، فإنَّهم أرسلوا لها إذ ذاكَ ثلاثةً مِن المؤذِّنينَ رؤساء، أحدُهم: أحمدُ بنُ خلَفٍ المطريُّ، والدُ الشَّيخِ جمالِ الدِّينِ.

والثَّاني: عزُّ الدِّين المؤذِّنُ.

والثَّالثُ: الشَّيخُ إبراهيم.


(١) تقدم ذكر ذلك.
(٢) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٩٥.