للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونشأ بها، فحَفِظَ القرآن، وجوَّده، و"المنهاج"، وغيره، وتفقَّه بالجمال الأَمشاطيِّ (١) ظنًّا، وكذا بالشَّرَفِ السُّبكيِّ، وأخذَ العربيَّةَ عن الأبَّذيِّ (٢) وغيره، من المغاربةِ، ولازم ابنَ الهُمامِ، وانتفعَ به في فنونٍ، وسَمِعَ معي عليه بمكةَ، وغيرها، ورام استقرارَهُ في مشيخةِ الطَّيبرْسِيَّةِ (٣) بعدَ موتِ زينِ الصَّالحينَ المنوفيِّ (٤).

وكتبَ مَعَهُ لناظرِها: وقد أرسلتُ رَجُلًا من أهل العلم، والدِّين، والفقر، ليس له في هذه الدُّنيا وظيفةٌ في مدرسةٍ، ولا طَلَبٌ، ولا تدريسٌ، ولا تصوُّفٌ، واجتمعتْ فيه إنْ شاءَ اللهُ تعالى جهاتُ الاستحقاقِ، إلى أن قال: ولولا علمي بتمام أهليَّتِهِ، وفقرِه، وعِلْمِهِ، ما تعرَّضتُ لذلك، فقُدِّر أنه كان سُبِقَ بالوليِّ


(١) في حاشية الضوء ٨/ ١٥٧: بفتح الهمزة، نسبة لبيع الأمشاط، أو عملها.
وهو يوسفُ بن أبي بكر، القاهريُّ، فقيةٌ شافعيٌّ، أصوليٌّ، مات بعد ٨٤٠ هـ، وقد جاز السبعين "الضوء اللامع" ١٠/ ٣٠٤.
(٢) أحمدُ بنُ محمَّدٍ، شهابُ الدِّينِ الأُبَّذي، المغربيُّ، المالكيُّ، من أئمة العربية، درَّس بالأزهر، وتوفي سنة ٨٦٠ هـ، وقد جاز الستين. "الضوء اللامع" ٢/ ١٨٠.
والأُبَّذي، نسبة إلى أَبَّذة، بضم الهمزة، وتشديد الموحَّدة، بلدة بالأندلس، من كورة جيَّان. "معجم البلدان" ١/ ٦٤، و "الضوء اللامع" ١١/ ١٨١.
(٣) في مصر.
(٤) الشَّمس، أبو الفضل محمَّدُ بنُ يوسفَ المنوفيُّ، القاهريُّ، ويُعرف بزَين الصَّالحين، فقيةٌ شافعيٌّ، مشاركٌ بالعربية،، مولده سنة ٨٠٥ هـ ومات سنة ٨٥٥ هـ. "الضوء اللامع" ١٠/ ٩٩.