للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أثنائِها أُضِيفَتْ له الحِسْبَةُ بها، وقَبْلَ ذلك كان يُشارِفُ مع أخيه لصلاحِ طَرِيقِ مَجْرَى الماءِ لِعَرَفَةَ وبازانَ (١)، مع عِمارَةِ مَسْجِدَيْ نَمِرَةَ والخيفِ وغَيْرِ ذلك، ثمّ لما حَصَلَ الحرِيقُ بالمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ رُسِمَ بِتَوَجُّهِهِ واسْتِصْحابِ مَنْ شاءَ (٢) مِنَ العُمَّالِ معه، فَدَخَلَها في مَوْسِمِ سَنَةِ ستٍّ وثمانينَ، وشَرَعَ في ذلك، إلى أن وَرَدَ النَّاظِرُ على العَمائِرِ بالحرَمَيْنِ الشَّمْسِيُّ ابنُ الزَّمنِ بَرًّا في أثناءِ التي بعدَها، ومعه من الخَلْقِ الصُنَّاعُ والمُؤَنُ وغَيْرُ ذلك ممّا يُحتاجُ إليه، سِوَى ما جَهَّزَه في البَحْرِ، ثمّ عادَ هذا بعد انْقضاءِ جُلِّ الأَمْرِ لمَكَّةَ على الشادّيَة بالمَدْرَسَةِ وغيرِها والحِسْبَةِ، بحيث رَسَخَتْ قَدَمُه، ومَلَكَ بها وبِمِنَى الدُّورَ، ونَمَّى، وأَنْشَأَ بُسْتانًا بِأَسْفَلِ حِرَاءَ، وَتُرْبَةً بالمَعْلاةِ، وصارَتْ له دُرْبَةٌ وَخِبْرَةٌ بالعَمائِرِ، بَلْ وباشَرَ الحِسْئةَ بالدِّيارِ المِصْرِيَةِ نِيابَةً عن خجداشةَ (٣) يشبك الجماليِّ، كلُّ ذلك مع عَقْلٍ وأَدَب، وتَأَنٍّ وتَواضُعٍ، وتَوَدُّدٍ ومُداراةٍ واحْتِمالٍ، بحيث أَكْثَرَ مِنَ التَّرَدُّدِ إليَّ بِمَكَّةَ وغيرِها، وسَمِعَ مِنِّي المُسَلْسَلَ، و"حَدِيثَ زُهَيْرٍ العشارِيِّ"، ووَصَفْتُه في "ثَبَتَ وَلَدِهِ محمَّدٍ" بالأميريِّ، الكَبِيرِيِّ،


(١) قال في "القاموس المحيط": بزن: والأبزن: حوض يغتسل فيه، وقد يتخذ من نحاس، معرب، وأهل مكة يقولون: بازان للأبزن الذي يأتي إليه ماء العين عند الصفا.
ورأيت بعض العلماء العصريين أثبت وصحح في بعض كتبه هذا اللحن، فقال: وعين بازان من عيون مكة. فنبهته فتنبه. وانظر "تاج العروس": بزن، ففيه توضيح.
(٢) في المخطوطة: من شاء الله.
(٣) الخشداش: فارسي معناه: الزميل في الخدمة، والخشداشية: أمراء نشأوا مماليك عند سيد واحد، فنبتت بينهم رابطة الزمالة. "معجم الألفاظ التاريخية" ص ٦٨.