للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن إمرَةِ المدينةِ، وحلَّف النَّاسَ على طاعتِه ونصرته، وذلكَ في سنةِ سبع مئةٍ، وأمرَ أنْ يُخطبَ له على المنبرِ، فحسدَه إخوتُه، وهم أحدَ عشرَ نفسًا، منهم: ثابتٌ، وحبيش، وراجحٌ، وسندٌ، وقاسمٌ، ومباركٌ، ومسعودٌ، ومُقبلٌ، ووُدَيٌّ، بل كانَ لصاحبِ التَّرجمةِ أيضًا أحدَ عشرَ ابنًا، وهم: جَمَّازٌ، وجُمَّان، وزيَّانُ، وطفيلٌ، وعطيةُ (١)، وكُبيشٌ، وكبشٌ، وكُوير (٢)، ونِجَادٌ، ونُعيرٌ، ونَجَّادٌ، وآخرُ لعلَّه نُمَيٌّ.

فوقعَ التَّحاسدُ بينَ منصورٍ وإخوتِه إلَّا القليلَ، وطلعَ إلى القلعةِ الموجودةِ اليومَ، التي بناها أبوه لنفسِه ليتحصَّنَ فيها، ويكشفَ منها ضواحيَ المدينةِ، وانفردَ إخوته، وأمَّروا عليهم أخاهم مُقبلًا، وصاروا يحاصرون المدينةَ، ولا يقدرون عليها، وسافرَ مُقبلٌ إلى الشَّامِ لبعضِ مصالحَ في سنةِ تسعٍ وسبع مئةٍ، وعملَ سُلَّمًا طويلًا، مُفصَّلًا، يتركَّبُ بعضُه في بعضٍ، موجودٌ اليومَ في الحرمِ، فلمَّا حاذى المدينةَ، سارَ إليها مع جماعةٍ يسيرةٍ من أصحابِه، ونصبَ السُّلَّمَ على الحصنِ، ودخلَه على غفلةٍ، ولم يكنْ يومئذٍ بالمدينةِ سوى كبشِ بنِ منصورٍ، فكانَ ما سبقَ في مُقبلٍ (٤٢٦٥)، وذلك في سنةِ تسعٍ المذكورةِ. ومولدُه إمَّا في سنةِ خمسين وستِّ مئةٍ، أو ثلاثٍ، أو أربعٍ.

قالَ ابنُ فَرحونٍ (٣): وكانَ له اعتقادٌ حسنٌ، وفيه شفقةٌ ورحمةٌ. كانَ يحضرُ ميعادَ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ المؤذِّنِ بعدَ العصرِ، فيستدنيه ليكونَ


(١) كذا في الأصل، ووقع في "المنهل الصافي" ٤/ ١٩٥: عطيفة.
(٢) "المنهل الصافي" ٤/ ١٩٥.
(٣) "نصيحة المشاور"، ص: ٢٥٢.