للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدَّرجةِ، ولم أشعرْ به، فلمَّا سمعَ حِسِّي قالَ قبلَ أن يراني: مَن النَّازلُ؟ فقلتُ: الطَّالعُ، فغضبَ عَلَيَّ، وأمرَ بإخراجي من المدرسة. ولهُ مِن أمثالِ هذا كثيرٌ، كما سيأتي بعضُه في ترجمةِ السِّراج الدَّمنهوريِّ (١).

ومِنْ شعرِه

بلغْتُ بِشِعرِي في الصِّبا وعَقيبهِ … جميعَ الأماني مِن جميعِ المطالبِ

فلّمَا رَأتْ عينايَ سبعينَ حِجَّةً … قريبًا هجرتُ الشِّعرَ هجرَ الأجانبِ

أيَجْمُلُ بالشَّيخِ الذي نَاهزَ الفَنَا … بقاءٌ على ذِكرِ الصِّبا والكَواعبِ

حَثثْتُ السُّرَى ليلَ الشَّبابِ فكيفَ لا … أُريحُ لدَى صُبحِ المشيبِ بجانبِ

لعَمْريَ (٢) إنَّ العُمرَ يومٌ وليلةٌ … يَكِرَّانِ والدُّنيا مُناخٌ لِرَاكبِ

وله في معنى قولِ الحكماء: مَنْ طالَ عُمره، كانت مصيبتُه في أحبابِه، ومَن قَصُرَ عُمره، كانت مصيبتُه في نفسِه:

إذا طالَ عُمرُ المرءِ سُرَّ وسَاءَهُ … على أيِّ حالٍ كانَ فَقْدُ الحَبائبِ

وفي نَفسهِ إنْ ماتَ قبلَ انتهائِه … مُصيبتُه فالمرءُ رأسُ المصائبِ

وهو مسبوقٌ بما قيل:

المَرءُ رَهْنُ مَصائبٍ لا تَنقضي … حتَّى يُوارَى جِسْمُه في رِمْسِهِ (٣)

فمُؤَجَّلٌ يَلقَى الرَّدَى في غَيرِه … ومُعَجَّلٌ يَلقَى الرَّدَى في نَفسِهِ


(١) اسمه عمرُ بنُ أحمدَ بنِ الخضر.
(٢) الأبيات في "نصيحة المشاور" ص: ١٦٣، وكذا في "المغانم المطابة" ٣/ ١١٧٧.
(٣) أي: في قبره.