وأنشدَ لنفسِه في يومِ عيدٍ:
إنَّ عِيدًا بطَيبةٍ وصلاةً … بمصلَّى الرَّسولِ في يومِ عِيدِ
نِعَمٌ ضَاقَ وَاسعُ الشُّكْرِ عنها … فهيَ بُشرَى لكلِّ عَبدٍ سَعيدِ
كمْ تمنَّيتُها فَنِلْتُ التَّمنِّي … آخرَ العُمرِ مِنْ مكانٍ بَعيدِ
وإذا كانَ في البَقيعِ ضَريحي … وتوسَّدْتُ طِيبَ ذاكَ الصَّعِيدِ
فاشهَدُوا ليْ بكلِّ خَيرٍ ويُسـ … ـــرٍ عندَ ربِّي ومُبْدِئي ومُعِيدِي
وله في الغَزَلِ:
وكمْ رُمتُ كَتْمَ الحُبِّ عمَّنْ أُحِبُّهُ … وكيفَ بِكَتْمِ الحُبِّ عنْ ساكنِ القَلْبِ
إذا اختلجَ السِّرُّ المَصونُ بِخَاطريْ … تَقلَّبَ مِنِّي القَلبُ جَنْبًا إلى جَنْبِ
فَيبدُو ولا تَبدو سرائرُ لَوعَتِي … وتَخفَى ولا تُخفي وفي الحَالِ ما يُنْبِي
وله في النَّخلِ وقد رآهُ مَجْدُودًا:
انظرْ إلى النَّخلِ وأَعناقِها … قدْ جُرِّدَتْ مِن ثُمْرِهَا الزَّاهِي
مِثلَ عَروسٍ تَمَّ أُسبوعُها … فَجُرِّدَتْ مِنْ حَلْيِهَا البَاهي
ما زينُها إلا عَرَاجِينُها … وكلُّها مِنْ حِكمةِ اللّهِ
وله:
ماليْ أجيءُ إلى الزِّيارةِ دائمًا … فيقالُ لي: سِرْ إنَّهُ مَشغولُ
حتَّى لقدْ حدَّثتُ نفسيَ أنني … -فيمَا يقولُ القائلون- الغُولُ
رأيتُه بعدَ وفاتِه في النَّومِ -وقد تحقَّقْتُ موتَه- فقلتُ له: أخبرني يا أبا البركاتِ، ما صنعَ اللّهُ بكَ؟ فرأيتُه كأنَّه كَرِهَ مني العِلمَ بموتِه، فتغيَّرَ عندَ ذلك، فقلتُ له: باللّهِ عليكَ