للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزُّهدِ والإيثارِ والعبادَةِ والملأ للنَّاسِ، وحدَّثَ، سمع منه جماعةٌ من الأعيانِ، وروى عنه ابنُهُ الشريفُ عبد الرحمنِ.

وذكرَهُ ابنُ فرحونٍ في "نصيحةِ المشاورِ" فقال (١): وكانَ مِمَّن رَفَعَ الله مَكَانَهُ وشَهَر بينَ النَّاسِ مَنزِلَتَهُ وحلَّ محلَّ الولِدِ الشَّيخُ الجليلُ الفقيه العلامَةُ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ أبو الخيرِ ابنُ سَيِّدِنا وشَيخِنَا أبي عبد الله نزيلِ مَكَّةَ، نشأَ في عبادَةِ الله تعالى، وتَبَتَّلَ للاشتِغَالِ بِالمَذهَبِ المالِكِيِّ حَتَّى رآهُ النَّاسُ أهلًا للتَّدرِيسِ والإِلقَاءِ والإفَادَةِ، فَدَرَّسَ واشتَغَل وصَحِبَ رِجَالًا من مشايِخِ الوَقتِ وارتَحَلَ إلى الإسكَندَرِيَّةِ، وأَدرَكَ بها من أهلِ العِلمِ والصَّلاحِ والأَئِمَّةِ جماعةً كثيرينَ فَصَحِبَهُم، وأخَذَ عنهم، واكتَسَبَ من أخلاقِهم ومحاسِنِ صِفَاصتهم ما أظهَرَ عليهِ نُورًا وبَهاءً ورِئَاسَةً لم تَكُن لِأَحَدٍ من نُظَرَائِهِ، مات بالمدينةِ سنةَ سبعٍ وأربعينَ وسبعِ مِئَةٍ، ودُفِنَ حِيَالَ قُبَّةِ إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ. انتهى.

وعيَّنَ ابن سُكَّرَ أنها كانت في يومِ الجمعة أوَّلَ جمعةٍ من شعبانَ، وغيره بأنها كانت في شهرِ رمضانَ.

وكذا أرَّخَهُ شيخُنا، وقال في "دُررَهِ" (٢): إنَّه وُلِدَ بمكةَ سنة ثمانٍ وتسعين وستِّ مئةٍ، وسمع بها الكثير من الفخر التوزريِّ والصفيِّ والرَّضيِّ الطَّبَريَّينِ وغيرهم، ورحل فسمع بدمشقَ والإسكندريَّةِ، وأخذ بها عن الفاكهانيِّ وأذن له في الإفتاءِ والتدريسِ، ورجعَ إلى مكةَ فاستمرَّ بها يفتي


(١) "نصيحة المشاور" ص ١٢٦.
(٢) "الدرر الكامنة" ٤/ ٢٢٥.