للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأحكام" شرحًا حسنًا (١)، وعلَّق على "التنقيح" للقَرَافي (٢) تقييدًا مُفيدًا (٣)، وتحوَّلَ إلى المدينةِ فقطنَها، ونابَ في قضائِها، وكان صدرًا في العلماء، ذا عِفَّةٍ ودينٍ وصيانةٍ. ذكرَه ابنُ فرحونٍ في طبقاتِ المالكية (٤)، وماتَ بها سنةَ إحدى وأربعين وسبعِ مئةٍ. وذكرَه عمُّه العفيفُ عبدُ الله في "تاريخ المدينة" (٥)، فقال: أحمدُ، أبو العبَّاسِ المغربيُّ، الفقيهُ العالمُ، الفاضلُ الأصوليُّ الفروعيُّ، استنابَه الشَّرفُ الأُمْيُوطي في فصلِ الخصوماتِ بعد أحمدَ الفاسي، الآتي، وكان ورِعًا عفيفًا، ديِّنًا فاضلًا في مذهبه، إمامًا في الأصول، شرحَ "الرِّسالة" لابنِ أبي زيدٍ شرحًا حَفِيلًا مُمتعًا، و "عمدةَ الأحكام" - فكانَ مِن أحسنِ ما وُضعَ عليها -، و "تنقيحَ القَرَافيِّ" في أصول الفقه، ولم يوضع عليه فيما رأينا أحسنَ منه، وكلُّ تواليفِه مفيدةٌ، وتولَّى ورش غشان (٦)، فلم يتناولِ من الحديقةِ (٧) التي تُفرَّقُ اليومَ على الجماعةِ شيئًا تورُّعًا، بل كانَ يصرفُ نصيبَه إلى الفقيهِ محمَّدٍ التَّلمسانيِّ، لكونِه من طلبةِ المدرسةِ الشِّهابية، ثمَّ نقمَ عليه مستنيبُه


(١) شرح عمدة الأحكام"، ذكره ابن فرحون في "الديباج المذهب" ٢/ ٨١. ولا أعلمه مطبوعًا.
(٢) "تنقيح الفصول في اختصار المحصول"، لشهاب الدين أحمد بن إدريس، توفي سنة ٦٨٤ هـ، طبع شرحه في القاهرة، ١٩٧٣ م.
(٣) بعنوان: "تقييدات على تنقيح الفصول"، توجد منه نسخة خطية في دار الكتب المصرية، في مجلد كبير، تحت رقم: ٨٠٥ أصول فقه.
(٤) الديباج المذهب" ص: ٨١.
(٥) أي في: "نصيحة المشاور" و "تعزية المجاور"، ص: ٢٢٠ - ٢٢١.
(٦) كذا في الأصل، وفي "نصيحة المشاور": درس غشاوة، والعبارة غير واضحة.
(٧) في "نصيحة المشاور": من تمر الحديقة.