فَقَطَنَها، وكانَ بها على خيرٍ واستقامةٍ، وانجماعٍ وتودُّدٍ، وتردُّدٍ لمِنْ يلتَمِسُ منه ملاطَفَتَهُ بالطِّبِّ على وَجْهٍ جميلٍ، وهِمَّةٍ علِيَّةٍ، كثيرَ التِّلاوَةِ في سُبْعِ خيرِ بِك صباحًا ومساءًا، ويحضر درس المالكيِّ، وغيرِهِ بل حضرَ عندي في سماعِ "الموطأ"، وبَحَثَ شَرحِي لـ "التقريبِ" بالرَّوضَةِ النَّبويَّةِ، ورأيتُ منه تَوَدُّدًا، وإخلاصًا في المحبَّة، وامتدحني بقصيدٍ كتبَهُ لي بِخَطِّهِ مع نثرٍ، وغيره، وأنشده لفظًا، وأوَّلُ القصيد المشارِ إليه:
شُكرًا لِسَعيكَ إذْ وافيتَ في الأَثَرِ … بما روَيتَ من الأَخبارِ والأَثَرِ
مُحَدِّثًا بصحيح القولِ طالبَهُ … في صُورةٍ شكْلُها تَزهو على القَمرِ
(١) إن كان المقصود من المدد المحمدي الاستقامة والسير على هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وطريقته، فنعم الوصل وهنيئًا لمن سار على هذا الطريق، وأما اعتقاد وصول المدد بجلب نفع أو دفع ضر من النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته أو طلبه منه، فهو شرك، فليحذر.