للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَجَّهَنَا معَ الحجَّاجِ حتَّى قتلناه.

ويُروى أنَّه أطبقَ المصحفَ مِن حَجرِه، وقال: هذا آخرُ العهدِ بك (١). وهوَ أوَّلُ منَ كتب على الدَّنانيرِ القرآنَ (٢).

وكانَ فاسدَ الفمِ، وخلافتُه المجمعُ عليها مِن سنةِ ثلاثٍ وسبعين، وخطبَ فقال: اللَّهمَّ، إنَّ ذنوبي عظامٌ، وإنَّها صغارٌ في عفوِكَ، فاغفرْها لي يا كريم.

وماتَ في شوَّالٍ سنةَ ستٍّ وثمانين، عن إحدى [وستين] (٣) سنةً بعدَ أنْ أوصى بنيهِ بتقوى الله، ونهاهم عن الفُرقةِ والاختلافِ، وقالَ: اللَّهمَّ، إنِّي لم أخلِّفْ شيئًا أهمَّ إليَّ من بنتي فاطمةَ، فاحفظْها، فتزوَّجَها عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، وأمُّها أمُّ المغيرةِ بنتُ خالدِ بنِ العاصِ المخزوميِّ، ولم يكنْ له ابنةٌ سِواها.

ومِن أولادِه: الوليدُ، وسليمانُ، ومروانُ الأكبرُ، وعائشةُ، وهم أشقَّاءُ، ويزيدُ، ومروانُ الأصغرُ، ومعاويةُ، وأمُّ كلثومٍ، أشقَّاءُ، وأبو بكرٍ، والحكمُ مِن أُمَّيْنِ، ومسلمةُ، وعبدُ الله، والمنذرُ، وعنبسةُ، والحجَّاجُ، لأمهاتِ أولادٍ.

وتزوَّجَ أيضًا ابنَةً لعبدِ الله بنِ جعفرٍ، وابنةً لعليٍّ.

وأرسلَ صاحبُ التَّرجمةِ الشَّعبيَّ في رسالةٍ لملكِ الرُّومِ، فكانَ ممَّا سألَه وقد أعجبَتْه أجوبتُه: أأنتَ مِن بيتِ المملكةِ؟ فقالَ: لا، ولكنِّي رجلٌ مِن العربِ في


(١) ويُستبعدُ صحة هذا جِدًّا؛ وإنْ ذكره بعض المؤرِّخين.
(٢) وممَّا كتب: قل هو الله أحد، ولا إله إلا الله. انظر: "تاريخ الإسلام" ص: ١٤١.
(٣) تحرَّفت في الأصل إلى: سبعين، والصحيح المثبت.