للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على مكَّةَ مع العسكر أو مُؤازِرًا لهم فقط؟.

وكانت ولايتُه للمدينةِ بعدَ قتلِ قاسمِ بنِ جمَّازِ بنِ مهنَّا الحسينيِّ، جدِّ الجمامزة.

وقالَ المجدُ (١): ولي الأميرُ شيحةُ المدينةَ سنةَ أربعٍ وعشرين وستِّ مئةٍ، انتزعها من الجمامزة ببأسِه وسطوته، وحدَّةِ شوكته، وذلك أنَّ الأميرَ قاسمَ بنَ مهنَّا كانَ منفردًا بولايةِ المدينةِ مِن غيرِ مُشارِكٍ ولا مُنازع، فلمَّا تُوفي تولَّى مكانَه أكبرُ أولاده جمَّازٌ جدُّ الجمامزة، واستمرَّ في ولايتِه إلى أنْ تُوفِّي، ثمَّ استقرَّ في موضعه ولدُه قاسمُ بنُ جمَّازِ بنِ مهنَّا، واستقرَّ فيه إلى أنْ قتلَه بنو لام، وركِبُوا مِن قبلِه صهوةَ الملام، وكانَ الأميرُ شيحةُ نازلًا في عزبة قريبًا منه، فلمَّا بلغَه قتلُ قاسمٍ افترَّ من محُيَّا شأنه المباسم، فركبَ سيلَ الفرصةِ وسلكَها، ولم يزلْ مسرعًا حتَّى دخلَ المدينةَ وملكَها، وذلك في سنةِ أربعٍ وعشرين وستّ مئةٍ، فاستقرَّ فيها استقرار العَانِ (٢)، الشامخ الأعيان، ولم يتمكن الجمامزةُ من نزعِها منه ومن ذريته إلى الآن.

وأقامَ الأميرُ شيحةُ في ولاييه مدَّةً طويلة، وبُرهةً من الزَّمان حَفيلة، وكانَ مِن عادتِه إذا غابَ أنْ يستنيبَ ولدَه عيسى في المدينة، وكانَ مجُتباه وحِبَّه، وعلى الملكِ أمينه، فقُدِّرَ أنَّ شيحةَ سافرَ إلى العراق، وصفَا لأعاديه من بني لامٍ الوقتُ وَرَاق، وعارضوه في الطَّريق وختلوه، فظفِرُوا به في بعض الأماكن وقتلوه.


(١) "المغانم" ٣/ ١٢١١.
(٢) العانى: المهتمُّ، قال في "القاموس": عنى: عناه الأمرُ: أهمَه.